للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام (١) أحمد: حدثنا قتيبة، حدّثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم، عن مسلم بن مخراق، عن عائشة أنه ذكر لها أن ناسًا يقرؤون القرآن في الليل مرةً أو مرتين، فقالت: أولئك قرأوا ولم يقرأوا، كنت أقوم مع النبي ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآيةٍ فيها تخوف إلا دعا الله واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه.

الحديث الثاني: حدثنا (٢) قتيبة، حدّثنا جرير، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦)[القيامة] كان رسول الله إذا نزل جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه.

وذكر تمام الحديث كما سيأتي وهو متفق عليه.

وفيه وفي الذي قبله دليل على استحباب ترتيل القراءة والترسل فيها من غير هذرمة ولا (سرعة) (٣) مفرطة بل بتأمل وتفكر.

قال الله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩)[ص].

وقال الإمام أحمد (٤): حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها".

وقال أبو عبيد (٥): حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله فكأنه عجل، فقال عبد الله: فداك أبي وأمي، رتل فإنه زين القرآن.


(١) في "مسنده" (٦/ ٩٢، ١١٩)؛ وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (٥٧)؛ وأحمد بن منيع، كما في "المطالب العالية" (١/ ١٤٢)؛ وأبو عبيد في "الفضائل" (ص ٦٧)؛ وأبو يعلى (ج ٨/ رقم ٤٨٤٢)؛ وعنه أبو الشيخ في "الأخلاق" (٥٣٨)؛ والفريابي في "فضائل القرآن" (١١٦)؛ والبيهقي (٢/ ٣١٠) من طريق ابن لهيعة بسنده سواء.
وقد رواه عن ابن لهيعة ابن المبارك من قدماء أصحابه وقد تابعه يحيى بن أيوب، عن الحارث بن يزيد بسنده سواء.
أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (٧)؛ والفريابي (١١٧)؛ والبيهقي (٢/ ٣١٠) ولكن مسلم بن مخراق ترجمه البخاري في "الكبير" (٤/ ١/ ٢٧١)؛ وابن أبي حاتم (٤/ ١/ ١٩٤) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا؛ أما ابن حبان فذكره في "الثقات" (٥/ ٣٩٧) على قاعدته في توثيق المجاهيل!
(٢) البخاري في "الفضائل" (٩/ ٨٨)؛ وأخرجه أيضًا في (١/ ٢٩، ٨/ ٨٦٠، ٨٦١، ٨٦٢، ١٣/ ٤٩٩)؛ وأخرجه مسلم (٤٤٨/ ١٤٧، ١٤٨)
(٣) في (أ): "بسرعة".
(٤) في "مسنده" (٢/ ١٩٢) وسنده حسن لأجل عاصم بن أبي النجود؛ وأخرجه النسائي في "الفضائل" (٨)؛ والترمذي (٥/ ١٧٨)؛ وابن حبان (١٧٩٠) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري به؛ وأخرجه أبو داود (١٤٦٤)؛ والترمذي (٢٩١٤)؛ وابن أبي شيبة (١٠/ ٤٩٨)؛ والبيهقي في "سننه" (٢/ ٥٣)؛ والحاكم "١/ ٥٥٢، ٥٥٣"؛ والبغوي في "شرح السنة" (٤/ ٤٣٥) من طريق عن الثوري؛ وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وله شواهد عن أبي سعيد وأبي هريرة.
(٥) في "فضائل القرآن" (ص ٧٤).