للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصيف" (١). وحديث ابن مسعود: (سمعنا) (٢) وجبة، فقلنا: (ما هذا؟ فقال) (٢)] (٣) [(رسول اللّه ) (٤): "هذا حجر أُلقى به من شفير جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها". وهو عند مسلم (٥)، وحديث صلاة الكسوف (٦)؛ وليلة الإسراء (٧)، وغير ذلك من الأحاديث المتواترة في هذا المعنى. وقد خالفت المعتزلة بجهلهم في هذا، ووافقهم القاضي منذر بن سعيد البلوطي قاضي الأندلس] (٣).

[[تنبيه ينبغي الوقوف عليه]

قوله (تعالى) (٨): ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ وقوله في سورة يونس: ﴿بِسُورَةٍ مِثْلِهِ﴾ [يونس: ٣٨] يعم كل سورة في القرآن طويلةً كانت أو قصيرةً؛ لأنها نكرة في سياق الشرط فتعم، كما هي في سياق النفي عند المحققين من الأصوليين، كما هو مقرر في موضعه؛ فالإعجاز حاصل في طوال السور وقصارها؛ وهذا ما لا أعلم فيه نزاعًا بين الناس سلفًا وخلفًا.

وقد قال (العلامة فخر الدين) (٩) (الرازي) (١٠) في "تفسيره" (١١): فإن قيل: قوله تعالى: ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ يتناول سورة الكوثر، وسورة العصر، و ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)[الكافرون] ونحن نعلم بالضرورة أن الإتيان بمثله، أو بما يقرب منه ممكن.

فإن قلتم: إن الإتيان بمثل هذه السور خارج عن مقدار البشر كان (ذلك) (١٢) مكابرةً، والإقدام على هذه المكابرات مما يطرق (التهم) (١٣) إلى الدين] (١٤).

[قلنا: فلهذا السبب اخترنا الطريق الثاني، وقلنا: إن بلغت هذه السورة في الفصاحة حد الإعجاز فقد حصل المقصود؛ وإن لم يكن كذلك كان امتناعهم من المعارضة مع شدة دواعيهم إلى (توهين) (١٥) أمره معجزًا؛ فعلى التقديرين يحصل المعجز. هذا لفظه بحروفه] (١٦).


(١) ساقط من (هـ).
(٢) ساقط من (ز).
(٣) أخرجه البخاري (٢/ ١٨)، والسياق له.
(٤) أخرجه في "صحيحه" (٢٨٤٤/ ٣١)، ووهم المصنف إذ جعله من حديث ابن مسعود وإنما رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة ، ولفظه: كنا مع رسول الله ، إذ سمع وجبة فقال النبي : "تدرون ما هذا؟ "قال: قلنا اللّه ورسوله أعلم. قال: "هذا حجر رمى به في النار منذ سبعين خريفًا، فهو يهوى في النار الآن، حتى انتهى إلى قعرها".
(٥) يشير إلى حديث ابن عباس قال: خسفت الشمس على عهد رسول اللّه فصلى والناس معه فقام قيامًا طويلًا … الحديث وفيه: "قالوا: يا رسول الله! رأيناك تناولت شيئًا في مقامك، ثم رأيناك كعكعت؟ قال رسول اللّه : "إني رأيت الجنة فتناولت عنقودًا، لو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، وأريت النار فلم أر منظرًا قط أفظع ورأيت أكثر أهلها النساء … " الحديث. أخرجه البخاري (١/ ٨٣، ٢/ ٢٣٢، ٥٤٠، و ٦/ ٢٩٧، ٩/ ٢٩٨)؛ ومسلم (١٧/ ٩٠٧).
(٦) ويأتي تخريج أحاديثها في سورة الإسراء إن شاء اللّه تعالى.
(٧) من (ن).
(٨) (من (ج) و (ك) و (ل).
(٩) من (ل) و (ن).
(١٠) راجع بحثه في "تفسيره" (١/ ١٢٦ - ١٢٨).
(١١) ساقط من (ن).
(١٢) ساقط من (ن).
(١٣) في (ن): "بالتهمة".
(١٤) ساقط من (ز) و (هـ) و (ي).
(١٥) في (ك) و (ن): "تهوين".
(١٦) ساقط من (ز) و (هـ) و (ي).