للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[زاد بعضهم: أعوذ بالله السميع العليم.

(وقال آخرون: بل يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ إن الله هو السميع العليم) (١)؛ قاله الثوري، والأوزاعي.

وحكى عن بعضهم أنه يقول: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لمطابقة أمر الآية، ولحديث الضحاك عن ابن عباس المذكور. والأحاديث الصحيحة، كما تقدم، أولى بالاتباع من هذا. والله أعلم] (٢).

[[مسألة]

ثم الاستعاذة في الصلاة إنما هي للتلاوة، وهو قول أبي حنيفة ومحمد. وقال أبو يوسف: بل للصلاة؛ فعلى هذا يتعوذ المأموم وإن كان لا يقرأ، ويتعوذ في العيد بعد الإحرام وقبل تكبيرات العيد. والجمهور بعدها قبل القراءة.

ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث، وتطييب له. وهو لتلاوة كلام الله، وهي استعانة بالله واعتراف له بالقدرة، وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطن الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه، ولا يقبل مصانعة، ولا يدارى بالإحسان، بخلاف العدو من نوع الإنسان، كما دلت على ذلك] (٣) [آيات من القرآن في ثلاث من المثاني. وقال تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (٦٥)[الإسراء].

وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدو البشرى (يوم بدر) (٤)، فمن قتله العدو (الظاهري) (٥) البشري كان شهيدًا، ومن قتله العدو الباطن كان طريدًا، ومن غلبه العدو (الظاهر) (٦) كان مأجورًا، ومن قهره العدو الباطني كان مفتونًا أو موزورًا، ولما كان الشيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالذي يراه ولا يراه الشيطان] (٧).

(٨) فصل

والاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى، والالتصاق (بجنابه) (٩)، من شر كل ذي شر والعياذ يكون لدفع الشر واللياذ (يكون) (١٠) لطلب جلب الخير، كما قال المتنبي (١١):

(١٢) (يا من ألوذ به فيما أؤمله … ومن أعوذ به ممن أحاذره

لا يجبر الناس عظمًا أنت كاسره … ولا يهيضون عظمًا أنت جابره) (١٢)


(١) كذا في (ل) و (ن) وسقط في (ج) و (ك).
(٢) ساقط من (ز) و (ع) و (هـ) و (ي).
(٣) ساقط من (ز) و (ع).
(٤) ساقط من (ج) و (ك) و (ل).
(٥) في (ن): "الظاهري".
(٦) ساقط من (ز) و (ع).
(٧) ساقط من (ن).
(٨) هذا الفصل إلى آخر بيتي المتنبي ساقط من (ز) و (ع).
(٩) في (ك) و (ل): "بجانبه".
(١٠) من (ن) و (هـ).
(١١) في "ديوانه" (٢/ ٢٢٥ بشرح البرقوقي).
(١٢) إلى هنا انتهى السقط من (ز) و (ع) والذي ابتدأ من قوله: "مسألة، وجمهور العلماء. . . إلخ" ثم اعلم أن المتنبي قال هذه الأبيات في جعفر بن كيغلغ، فنسأل الله السلامة، ولا ينبغي أن يخاطب بهذا إلا الله تعالى.