للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى أيضًا (١) بسنده إلى الضحاك، عن ابن عباس مرفوعًا: "أشراف أمتي حملة القرآن".

وقال الطبراني (٢): حدّثنا معاذ بن المثنى، حدّثنا إبراهيم بن أبي سويد الذارع، حدّثنا صالح المري، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن عباس قال: سأل رجل رسول الله فقال: أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: "الحال المرتحل" قال: يا رسول الله ما الحال المرتحل؟ قال: "صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره، وفي آخره حتى يبلغ أوله".

[ذكر الدعاء المأثور لتحفظ القرآن وطرد النسيان]

قال أبو القاسم الطبراني (٣) في "معجمه الكبير": حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدّثنا هشام بن عمار، حدّثنا محمد بن إبراهيم القرشي، حدثني أبو صالح وعكرمة، عن ابن عباس قال: قال علي بن أبي طالب: يا رسول الله القرآن يتفلت من صدري، فقال النبي : "أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته؟ - قال: نعم بأبي أنت وأمي قال:- صل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وبحم الدخان. وفي الثالثة بفاتحة الكتاب وبحم تنزيل السجدة، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد، فاحمد الله وأثن عليه وصل على النبيين واستغفر للمؤمنين، ثم قل: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني، وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حب كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، وأسألك أن تنور بالكتاب بصري، وتطلق به لساني، وتفرج به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به بدني، وتقويني على ذلك


(١) يعني الطبراني في "الكبير" (ج ١٢/ رقم ١٢٦١٢) من طريق سعد بن سعيد الجرجاني، عن نهشل أبي عبد الله، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعًا فذكره؛ وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (ج ١/ ق ٤/ ١، ٢)؛ وابن عدي في "الكامل" (٢/ ١١٩٤ و ٧/ ٢٥٢١)؛ والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص ٢١٨، ٤٩٤)؛ والخطيب (٤/ ١٢٤، ٨/ ٨٠) من هذا الوجه. قال ابن عدي: "حديث غير محفوظ"؛ وقال الهيثمي (٧/ ١٦١): "فيه سعد بن سعيد الجرجاني وهو ضعيف"!! وقصر جدًا، فنهشل متروك، بل كذبه إسحاق بن راهويه. والضحاك لم يسمع من ابن عباس فالحديث ضعيف جدًا، لذلك قال البخاري: "لا يصح". والله أعلم.
(٢) في "المعجم الكبير" (ج ١٢/ رقم ١٢٧٨٣)؛ وعنه أبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٢٦٠)؛ وأخرجه الترمذي (٢٩٤٨)؛ وابن نصر في "قيام الليل" (ص ١٨٨)؛ والحاكم (١/ ٥٦٨)؛ والبيهقي في "الشعب" (ج ٤/ رقم ١٨٤٦ وج ٥/ رقم ١٩٠٦)؛ وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ١٧٤) من طرق عن صالح المري بسنده سواء. وسنده ضعيف لذلك استغربه الترمذي وقد رواه الترمذي والدارمي (٢/ ٣٣٧) من طريقين عن صالح المري عن قتادة، عن زرارة بن أوفى مرسلًا، ورجح الترمذي المرسل. والحديث ضعيف على الوجهين والله أعلم.
(٣) في "المعجم الكبير" (ج ١١/ رقم ١٢٠٣٦)؛ وفي "الدعاء" (١٣٣٣)؛ ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ١٣٨) وقال "هذا حديث لا يصح، ومحمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح لا نعلمه إلا إسحاق بن نجيح وهو متروك". اهـ.
وأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (٥٧٩)؛ والعقيلي في "الضعفاء" من طريقين آخرين عن هشام بن عمار بسنده سواء. وقال العقيلي: "الحديث غير محفوظ وليس له أصل".