للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتعينني عليه، فإنه لا يعينني على الخير غيرك، ولا يوفق له إلا أنت، فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمسًا أو سبعًا تحفظه بإذن الله وما أخطأ مؤمنًا قط" فأتى النبي بعد ذلك بسبع جمع فأخبره بحفظ القرآن والحديث، فقال النبي : "مؤمن ورب الكعبة، علم أبا الحسن علم أبا الحسن".

هذا سياق الطبراني.

وقال أبو عيسى الترمذي (١) في "كتاب الدعوات" من "جامعه": حدثنا أحمد بن الحسن، حدّثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس أنه قال: بينا نحن عند رسول الله إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال: بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه؟ فقال له رسول الله : "يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وتنفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك؟ - قال: أجل يا رسول الله فعلمني، قال:- إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب، وقال أخي يعقوب لبنيه: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨] يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات، تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصل عليّ وأحسن وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين


(١) في "سننه" (٣٥٧٠) وقال: "حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم"؛ وأخرجه الحاكم (١/ ٣١٦، ٣١٧)؛ والشجري في "الأمالي" (١/ ١١٣/ ١١٤)؛ والدارقطني في "الأفراد"؛ وعنه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ١٣٨، ١٣٩) من طريق الوليد بن مسلم به ومنهم من يرويه عن عطاء وحده ونقل ابن الجوزي عن الدارقطني أنه قال: "تفرد به هشام بن عمار عن الوليد" وليس كما قال، فقد رواه سليمان بن عبد الرحمن عن الوليد أيضًا وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين فتعقبه الذهبي بقوله: هذا حديث منكر شاذ أخاف لا يكون موضوعًا، فقد حيرني والله جودة إسناده ثم ذكر سند الحاكم وقال: ذكره الوليد مصرحًا بقوله: "ثنا ابن جريج فقد حدث به سليمان قطعًا وهو ثبت". اهـ. وقال الذهبي أيضًا في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن من "الميزان" (٢/ ٢١٣، ٢١٤) بعد ذكره للحديث: "وهو مع نظافة سنده حديث منكر جدًا في نفسي منه شيء فالله أعلم فلعل سليمان شبه له كما قال في أبو حاتم: لو أن رجلًا وضع لي حديثًا لم يفهم". اهـ.
وقال المنذري في "الترغيب" (٢/ ٣٦١): "طرق وأسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدًا". وقال الحافظ في "اللسان": "لعل الوليد دلسه عن ابن جريج فقد ذكر ابن أبي حاتم في ترجمة محمد بن إبراهيم القرشي أنه روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار". اهـ.
قلت: وهذا الحديث منكر، وليس إسناده نظيفًا كما قال الذهبي: أو جيدًا كما قال المنذري: فإن الوليد بن مسلم دلسه ولم يصرح إلا في شيخه حسب، والمعروف أن مدلس التسوية ينبغي أن يصرح في كل طبقات السند، وقد صرح بذلك الحافظ في "الفتح" (٢/ ٣١٨) في حديث آخر رواه الوليد بن مسلم فقال: "وقد صرَّح بالتحديث في جميع الإسناد". اهـ. فقول الذهبي: إن الوليد صرَّح بالتحديث لا يخفى ما فيه، فإن الوليد لا يدلس تدليس الإسناد حسب حتى يقال فيه ذلك. والله أعلم. ثم ابن جريج مدلس وقد عنعنه في جميع طرقه، وتدليسه قبيح كما قال الدارقطني فقد يكون أسقط من الإسناد متهمًا أو نحوه فتكون البلية من ذلك الساقط وبالجملة فالحديث لا يصح سندًا ولا متنًا والله أعلم.