وقال المنذري في "الترغيب" (٢/ ٣٦١): "طرق وأسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدًا". وقال الحافظ في "اللسان": "لعل الوليد دلسه عن ابن جريج فقد ذكر ابن أبي حاتم في ترجمة محمد بن إبراهيم القرشي أنه روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار". اهـ. قلت: وهذا الحديث منكر، وليس إسناده نظيفًا كما قال الذهبي: أو جيدًا كما قال المنذري: فإن الوليد بن مسلم دلسه ولم يصرح إلا في شيخه حسب، والمعروف أن مدلس التسوية ينبغي أن يصرح في كل طبقات السند، وقد صرح بذلك الحافظ في "الفتح" (٢/ ٣١٨) في حديث آخر رواه الوليد بن مسلم فقال: "وقد صرَّح بالتحديث في جميع الإسناد". اهـ. فقول الذهبي: إن الوليد صرَّح بالتحديث لا يخفى ما فيه، فإن الوليد لا يدلس تدليس الإسناد حسب حتى يقال فيه ذلك. والله أعلم. ثم ابن جريج مدلس وقد عنعنه في جميع طرقه، وتدليسه قبيح كما قال الدارقطني فقد يكون أسقط من الإسناد متهمًا أو نحوه فتكون البلية من ذلك الساقط وبالجملة فالحديث لا يصح سندًا ولا متنًا والله أعلم.