للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعطك؟ ألم أسترك؟ ألم … ألم … ألم أُخمل ذكرك؟ ثم قال الفضيل: إن استطعت ألا تعرف فافعل، وما عليك أن لا يثنى عليك، وما عليك أن تكون مذمومًا عند الناس محمودًا عند الله (١).

وكان ابن مُحَيريز يقول: اللَّهم إني أسألك ذكرًا خاملًا (٢).

وكان الخليل بن أحمد يقول: اللَّهم اجعلني عندك من أرفع خلقك، واجعلني في نفسي من أوضع خلقك. وعند الناس من أوسط خلقك (٣).

[باب ما جاء في الشهرة]

حدثنا أحمد بن عيسى المصري، حدثنا ابن وهب، عن عمر بن الحارث وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس، عن رسول الله أنه قال: "حسب امرئ من الشر إلا من عصم الله أن يشير الناس إليه بالأصابع في دينه ودنياه، وإن الله لا ينظر إلى صوركم، ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم" (٤). وروي مثله عن إسحاق بن البهلول، عن ابن أبي فديك، عن محمد بن عبد الواحد الأخنسي، عن عبد الواحد بن أبي كثير، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا مثله (٥)، وروي عن الحسن مرسلًا نحوه فقيل للحسن: فإنه يشار إليك بالأصابع، فقال: إنما المراد من يشار إليه في دينه بالبدعة، وفي دنياه بالفسق (٦).

وعن علي قال: لا تبدأ لأن تشتهر، ولا ترفع شخصك لتذكر، وتعلّم واكتم، واصمت تسلم، تسر الأبرار وتغيظ الفجار (٧).

وقال إبراهيم بن أدهم ما صدق الله من أحبَّ الشهرة.

وقال أيوب: ما صدق الله عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه (٨).

وقال محمد بن العلاء: من أحبَّ الله أحب أن لا يعرفه الناس (٩).


(١) أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق إبراهيم بن الأشعث عن الفضيل (المصدر السابق رقم ١٧ ص ١١٠)، وسنده مرسل.
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق عبد الواحد بن موسى عن ابن مُحيريز (المصدر السابق رقم ١٨ ص ١١١) وسنده جيد.
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا عن الخليل بن أحمد. (المصدر السابق رقم ٢١ ص ١١٢).
(٤) أخرجه ابن أبي الدنيا بسنده ومتنه دون قوله: "إن الله لا ينظر إلى صوركم. . ." (التواضع والخمول رقم ٣٠ ص ١١٦) وهذا الشطر هو جزء من الرواية التالية، وسنده حسن ويشهد له الحديث التالي.
(٥) أخرجه ابن أبي الدنيا عن إسحاق بن البهلول به (المصدر السابق رقم ٣١) وسنده حسن، وقوله: "إن الله لا ينظر إلى صوركم. . ." له شاهد في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة كما سيأتي في تفسير سورة الحجرات آية ١٣.
(٦) أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق علي بن الجعد عن المبارك بن فضالة عن الحسن (المصدر السابق رقم ٣٢) وسنده مرسل ويشهد له ما سبق.
(٧) أخرجه ابن أبي الدنيا بسند فيه رجل مبهم يروي عن علي (المصدر السابق رقم ٣٤).
(٨) أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق عن أبي بكر بن الفضل عن أيوب (المصدر السابق رقم ٣٥).
(٩) أخرجه ابن أبي الدنيا من كتاب محمد بن العلاء (المصدر السابق رقم ٣٦).