للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد روي مرفوعًا من وجه آخر، فقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن مسلم، حدثنا إسماعيل بن أحمد بن أسيد، حدثنا عبد الله بن عمران، حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله، إنك لأحب إليّ من نفسي، وأحب إليّ من أهلي، وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك، عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإن دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد عليه النبي حتى نزلت عليه ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)(١). وهكذا رواه الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه في صفة الجنة من طريق الطبراني، عن أحمد بن عمرو بن مسلم الخلال، عن عبد الله بن عمران العابدي به، ثم قال: لا أرى بإسناده بأسًا، والله أعلم.

وقال ابن مردويه أيضًا: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا أبو بكر بن ثابت ابن عباس المصري، حدثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن عامر الشعبي، عن ابن عباس: أن رجلًا أتى النبي فقال: يا رسول الله إني لأحبك حتى إني لأذكرك في المنزل فيشق ذلك علي، وأحب أن أكون معك في الدرجة، فلم يرد عليه النبي شيئًا، فأنزل الله ﷿ هذه الآية (٢). وقد رواه ابن جرير عن ابن حميد، عن جرير، عن عطاء، عن الشعبي مرسلًا (٣).

وثبت في صحيح مسلم من حديث [هقل] (٤) بن زياد عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب الأسلمي أنه قال: كنت أبيت عند النبي فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: "سل"، فقلت: يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: "أو غير ذلك؟ " قلت: هو ذاك. قال: "فأعَنّي على نفسك بكثرة السجود" (٥).

وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن إِسحاق، أخبرنا ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن عيسى بن طلحة، عن عمرو بن مرة الجهني، قال: جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله، شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الخمس، وأديت زكاة مالي، وصمت شهر رمضان، فقال رسول الله : "من مات على ذلك كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة وهكذا - ونصب أصبعيه - ما لم يعق والديه" (٦) تفرد به أحمد.


(١) أخرجه الطبراني من طريق عبد الله بن عمران به (المعجم الصغير ١/ ٢٦)، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة (مجمع الزوائد ٧/ ١٠)، وحسنه السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٥٨٨)، وهو موافق لما ذكر الحافظ ابن كثير عن المقدسي.
(٢) أخرجه الطبراني بالإسناد نفسه (المعجم الكبير ٢/ ٨٦ ح ١٢٥٥٩)، قال الهيثمي: وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط (المجمع ٧/ ٩)، ورواية خالد بن عبد الله عنه بعد الاختلاط (الكواكب النيرات ص ٣٢٢).
(٣) أخرجه الطبري سندًا ومتنًا، وقد سقط من طبعة أحمد شاكر وأثبت في طبعة معالي الدكتور عبد الله التركي ٧/ ٢١٦.
(٤) كذا في (حم) و (مح) وصحيح مسلم والتقريب، وفي الأصل: "معقل" وهو تصحيف.
(٥) صحيح مسلم، الصلاة، باب فضل السجود (ح ٤٨٩).
(٦) أخرجه الإمام أحمد إذ نسبه إليه الهيثمي أيضًا (مجمع الزوائد ٨/ ١٥٠)، ولم أجده في المسند، وفي سنده =