للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحسن البصري: يعني: النجاشي وأصحابه، رواهما ابن أبي حاتم (١).

وقال ابن جرير: حدثني يعقوب، حَدَّثَنَا [ابن علية [(٢)، حَدَّثَنَا أبو رجاء، عن الحسن ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ قال: قبل موت عيسى والله إنه لحي عند الله، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون (٣).

وقال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا علي بن عثمان اللاحقي، حَدَّثَنَا جويرية بن بشير، قال: سمعت رجلًا قال للحسن: يا أبا سعيد، قول الله ﷿: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾، قال: قبل موت عيسى، إن الله رفع إليه عيسى وهو باعثه قبل يوم القيامة مقامًا يؤمن به البر والفاجر (٤). وكذا قال قتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (٥)، وغير واحد، وهذا القول هو الحق، كما سنبينه بعد بالدليل القاطع إن شاء الله وبه الثقة وعليه التكلان.

قال ابن جرير: وقال آخرون: يعني بذلك ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ بعيسى قبل موت صاحب الكتاب.

ذكر من كان يوجه ذلك إلى أنه إذا عاين [الملك] (٦) علم الحق من الباطل، لأن كل من نزل به الموت لم تخرج نفسه حت يتبين له الحق من الباطل في دينه.

قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في الآية، قال: لا يموت يهودي حتَّى يؤمن بعيسى (٧).

حدثني المثنى، حَدَّثَنَا أبو حذيفة، حَدَّثَنَا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ﴿إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ كل صاحب كتاب يؤمن بعيسى قبل موته، قبل موت صاحب الكتاب (٨).

وقال ابن عَبَّاس: لو ضربت عنقه لم تخرج نفسه حتَّى يؤمن بعيسى (٩).

حَدَّثَنَا ابن حميد، حَدَّثَنَا أبو تُميلة يحيى بن واضح، حَدَّثَنَا حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لا يموت اليهودي حتَّى يشهد أن عيسى عبد الله ورسوله، ولو عجل عليه بالسلاح (١٠). حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، حَدَّثَنَا عتاب بن بشير، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾


(١) أخرجه ابن أبي حاتم بسند ضعيف عن الحسن، وسبب الضعف ضعف سعيد بن سليمان النشيطي.
(٢) كذا في (حم) و (مح) وتفسير الطبري، وفي الأصل: "أنس بن عُلية" وهو خطأ.
(٣) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده صحيح.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، وسنده صحيح.
(٥) قول قتادة أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عنه، وقول ابن زيد أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عنه.
(٦) كذا في (مح) وفي الأصل بدونه.
(٧) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
(٨) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده حسن.
(٩) أخرجه الطبري بسند فيه خصيف بنحوه ويتقوى بما سبق.
(١٠) أخرجه الطبري وفي سنده ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي ضعيف لكنه توبع في رواية ابن أبي طلحة السابقة.