للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير - أو إيمان - إلا قبضته، حتَّى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتَّى تقبضه" قال: سمعتها من رسول الله "فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفًا، ولا ينكرون منكرًا، فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دارّ رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتًا ورفع ليتًا (١)، قال: وأول من يسمعه رجل يلوط حوض (٢) إبله، قال: فيصعق ويصعق الناس، ثم يرسل الله - أو قال: - ينزل الله مطرًا كأنه الطلّ - أو قال: الظل - نعمان الشاك - فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. ثم يقال: أيها الناس هلموا إلى ربكم ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)[الصافات] ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، قال: فذلك يومًا ﴿يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا﴾ [المزمل: ١٧] وذلك ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ (٣) [القلم: ٤٢] ثم رواه مسلم [والنسائي] (٤) في تفسيره جميعًا عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة، عن نعمان بن سالم (٥) به.

(حديث آخر) قال الإمام أحمد: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة الأنصاري، عن عبد الله بن زيد الأنصاري، عن مجمع بن جارية، قال: سمعت رسول الله يقول: "يقتل ابن مريم المسيح الدجال بباب لد - أو إلى جانب لد" ورواه أحمد أيضًا عن سفيان بن عيينة ومن حديث الليث والأوزاعي، ثلاثتهم عن الزهري، عن عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عمه مجمع بن جارية، عن رسول الله قال: "يقتل ابن مريم الدجال بباب لد" وكذا رواه الترمذي عن قتيبة عن الليث به، وقال: هذا حديث صحيح، وقال: وفي الباب عن عمران بن حصين ونافع بن عتبة، وأبي برزة وحذيفة بن أسيد، وأبي هريرة وكيسان وعثمان بن أبي العاص وجابر، وأبي أمامة وابن مسعود وعبد الله بن عمرو وسمرة بن جندب والنواس بن سمعان وعمرو بن عوف وحذيفة بن اليمان (٦).

ومراده برواية هؤلاء ما فيه ذكر الدجال وقتل عيسى ابن مريم له، فأما أحاديث ذكر الدجال فقط فكثيرة جدًّا، وهي أكثر من أن تحصى لانتشارها وكثرة روايتها في الصحاح والحسان والمسانيد وغير ذلك.

(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا سفيان، عن فرات، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: أشرف علينا رسول الله من غرفة ونحن نتذاكر الساعة، فقال: "لا تقوم الساعة حتَّى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة، وخروج يأجوج


(١) أصغى ليتا: أي أمال، والليت صفحة العنق وهو جانبه.
(٢) يطينه ويصلحه.
(٣) أخرجه مسلم بسنده ومتنه، الفتن، باب في خروج الدجال (ح ٢٩٤٠).
(٤) كذا في (حم) و (مح) وفي الأصل: "الثاني" وهو تصحيف.
(٥) المصدر السابق (ح ٢٩٤٠/ ١١٧)، والسنن الكبرى للنسائي، تفسير سورة المزمل (ح ١١٦٢٩).
(٦) المسند ٣/ ٤٢٠، وسنن الترمذي، الفتن، باب ما جاء في قتل عيسى ابن مريم الدجال (ح ٢٢٤٤).