للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: قلت: يا رسول الله زدني. قال: "إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه". قال: قلت: يا رسول الله زدني، قال: "عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي". قلت: زدني. قال: "عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان، وعون لك على أمر دينك". قلت: زدني. قال: "انظر إلى من هو تحتك، ولا تنظر إلى من هو فوقك، فإنه أجدر لك أن لا تزدري نعمة الله عليك". قلت: زدني. قال: "أحبب المساكين وجالسهم، فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك". قلت: زدني. قال: "صل قرابتك وإن قطعوك". قلت: زدني. قال: "قل الحق وإن كان مرًا" قلت: زدني. قال: "لا تخف في الله لومة لائم". قلت: زدني. قال: "يردك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تحب، وكفى بك عيبًا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك، أو تجد عليهم فيما تحب"، ثم ضرب بيده صدري فقال: "يا أبا ذر، لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق" (١).

وروى الإمام أحمد عن أبي المغيرة، عن معان بن رفاعة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي - أُمامة أن أبا ذرٍّ - سأل النَّبِيّ ، فذكر أمر الصلاة والصيام والصدقة، وفضل آية الكرسي، ولا حول ولا قوة إلا باللّه، وأفضل الشهداء، وأفضل الرقاب، ونبوة آدم وأنه مكلم، وعدد الأنبياء، والمرسلين كنحو ما تقدم] (٢).

وقال عبد الله بن الإمام أحمد: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثني عبد المتعالي بن عبد الوهاب، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد الأموي، حَدَّثَنَا مجالد، عن أبي الوداك، قال: قال أبو سعيد: هل تقول الخوارج بالدجال؟ قال: قلت: لا، فقال: قال رسول الله : "إني خاتم ألف نبي أو أكثر، وما بعث نبي يتبع إلا وقد حذر أمته منه، وإني قد بين لي فيه ما لم يبين لأحد، وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وعينه اليمنى عوراء جاحظة لا تخفى كأنها نخامة في حائط مجصص، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري، معه من كل لسان، ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء، وصورة النار سوداء تدخن" (٣).

[وقد رويناه في الجزء الذي فيه رواية أبي يعلى الموصلي عن يحيى بن معين: حَدَّثَنَا مروان بن معاوية، حَدَّثَنَا مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله : "إني أختم ألف ألف نبي أو أكثر، ما بعث الله من نبي إلى قومه إلا حذرهم الدجال"، وذكر تمام الحديث، هذا لفظه بزيادة ألف وقد تكون مقحمة (٤)، واللّه أعلم.

وسياق رواية الإمام أحمد أثبت وأولى بالصحة، ورجال إسناد هذا الحديث لا بأس بهم] (٥).

وقد روي هذا الحديث من طريق جابر بن عبد الله ، قال الحافظ أبو بكر البزار: حَدَّثَنَا عمرو بن علي، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، حَدَّثَنَا مجالد عن الشعبي، عن جابر، قال: قال


(١) أخرجه الآجري في تابه (الأربعون ص ١٢٧)، وفي سنده أيضًا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني وهو
كذاب. ولبعض فقرات الحديث أصل في الصحيح.
(٢) ما بين معقوفين زيادة من (حم)، ولا يوجد في الأصل و (مح).
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣/ ٧٩)، وصنده ضعيف بسبب مجالد وهو ابن سعيد بن عمير الهمداني: ليس بالقوي كما في التقريب.
(٤) وفي سنده أيضًا مجالد.
(٥) ما بين معقوفين زيادة من (حم).