للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يحيط بالرأس من جوانبه ولهذا فسرها أكثر العلماء بمن يموت وليس له ولد ولا والد ومن الناس من يقول: الكلالة من لا ولد له، كما دلت عليه هذه الآية ﴿إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ﴾، وقد أشكل حكم الكلالة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، كما ثبت عنه في الصحيحين أنه قال: ثلاث وَددتُ أن رسول الله ، كان عهد إلينا فيهن عهدًا ننتهي إليه: الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، قال: قال عمر بن الخطاب: ما سألت رسول الله عن شيء أكثر مما سألته عن الكلالة حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: "يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء" (٢) هكذا رواه مختصرًا، وأخرجه مسلم مطولًا أكثر من هذا (٣).

(طريق أخرى) قال الإمام أحمد: حدثنا أبو نعيم، حدثنا مالك - يعني ابن مغول - يقول: سمعت الفضل بن عمرو، عن إبراهيم، عن عمر قال: سألت رسول الله عن الكلالة، فقال: "يكفيك آية الصيف" فقال: لأن أكون سألت رسول الله عنها أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم (٤). وهذا إسناد جيد إلا أن فيه انقطاعًا بين إبراهيم وبين عمر، فإنه لم يدركه. وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: جاء رجل إلى النبي فسأله عن الكلالة، فقال: "يكفيك آية الصيف" (٥). وهذا إسناد جيد، رواه أبو داود والترمذي من حديث أبي بكر بن عياش به (٦).

وكان المراد بآية الصيف أنها نزلت في فصل الصيف، والله أعلم، ولما أرشده النبي إلى تفهمها، فإِن فيها كفاية نسي أن يسأل النبي عن معناها، ولهذا قال: فلأن أكون سألت رسول الله عنها أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم.

وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع، حدثنا جرير عن الشيباني، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، قال: سأل عمر بن الخطاب النبي عن الكلالة، فقال: "أليس قد بيّن الله ذلك" فنزلت ﴿يَسْتَفْتُونَكَ﴾ (٧).


(١) صحيح البخاري، الأشربة، باب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب (ح ٥٥٨٨)، وصحيح مسلم، التفسير، باب في نزول تحريم الخمر (ح ٣٠٣٢).
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٢٦)، وسنده صحيح.
(٣) صحيح مسلم، المساجد، باب نهي من أكل ثومًا أو بصلًا … (ح ٥٦٧).
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٢٦)، وسنده ضعيف بسبب إبراهيم لم يسمع من عمر، ولشطره الأول شاهد صحيح تقدم في الحاشية السابقة.
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٠/ ٥٥١ ح ١٨٥٨٩)، وضعفه محققوه لأن سماع أبي بكر بن عياش من أبي إسحاق السبيعي ليس بذاك القوي، ولكن الألباني صححه كما يلي.
(٦) سنن أبي داود، الفرائض، باب من كان ليس له ولد وله أخوات (ح ٢٨٨٩)، وسنن الترمذي، تفسير سورة النساء (ح ٣٠٤٢)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ٢٥١٢).
(٧) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف ابن وكيع وهو سفيان.