للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا رواه الترمذي من حديث ابن المبارك، وابن ماجه من حديث وكيع، كلاهما عن يونس بن أبي إسحاق به، ثم قال الترمذي: غريب من هذا الوجه، ولا أعرف لأبي السفر سماعًا من أبي الدرداء (١).

وقال ابن مردويه: حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا محمد بن علي بن زيد، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا سفيان، عن عمران بن ظبيان، عن عدي بن ثابت أن رجلًا هتم (٢) فمه رجل على عهد معاوية ، فأعطي دية، فأبى إلا أن يقتص، فأعطي ديتين فأبى، فأعطي ثلاثًا فأبى، فحدث رجل من أصحاب رسول اللّه أن رسول اللّه عقال: "من تصدق بدم فما دونه، فهو كفارة له من يوم ولد إلى يوم يموت" (٣).

وقال الإمام أحمد: حدثنا سُريج بن النعمان، حدثنا هشيم، عن المغيرة، عن الشعبي أن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول اللّه يقول: "ما من رجل يجرح من جسده جراحة فيتصدق بها، إلا كفر اللّه عنه مثل ما تصدق به" (٤).

ورواه النسائي عن علي بن حجر، عن جرير بن عبد الحميد، ورواه ابن جرير عن محمود بن خداش، عن هشيم، كلاهما عن المغيرة به (٥).

وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن مجالد، عن عامر، عن المحرَّر ابن أبي هريرة، عن رجل من أصحاب النبي قال: "من أصيب بشيء من جسده فتركه للّه كان كفارة له" (٦).

وقوله: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ قد تقدم عن طاوس وعطاء أنهما قالا: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق.

﴿وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٤٦) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٤٧)﴾.

يقول تعالى: ﴿وَقَفَّيْنَا﴾ أي: أتبعنا على آثارهم؛ يعني: أنبياء بني إسرائيل ﴿بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ﴾ أي: مؤمنًا بها حاكمًا بما فيها، ﴿وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ﴾ أي:


(١) سنن الترمذي، الديات، باب ما جاء في العفو (ح ١٣٩٣)، وسنن ابن ماجه، الديات، باب العفو في القصاص (ح ٢٦٩٣)، وحكمه كسابقه.
(٢) أي وكسر ثناياه (المصباح المنير ٢/ ٣٠٦).
(٣) في سنده عمران بن ظبيان وهو ضعيف (التقريب ص ٤٢٩).
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٥/ ٣١٦)، وسنده ضعيف للانقطاع بين الشعبي وعبادة (جامع التحصيل ص ٢٤٨).
(٥) السنن الكبرى، التفسير، باب قوله تعالى: ﴿فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ﴾ [المائدة: ٤٥] (ح ١١١٤٦)، وتفسير الطبري، وسنده ضعيف كسابقه.
(٦) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٥/ ٤١٢)، وسنده ضعيف لأن مجالدًا ليس بالقوي كما في التقريب.