للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا حديث غريب جدًا وفيه ضعف، فإن الطيب بن سلمان هذا بصري ضعفه الدارقطني وليس هو بذاك المشهور، والله أعلم.

وقد كره غير واحد من السلف قراءة القرآن في أقل من ثلاث، كما هو مذهب (أبي عبيد) (١) وإسحاق بن راهويه وغيرهما من الخلف أيضًا.

قال أبو عبيد (٢)، حدثنا يزيد، عن هشام بن حسان، عن حفصة، عن أبي العالية، عن معاذ بن جبل أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث. صحيح.

وحدثنا (٣) يزيد، عن سفيان، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة قال عبد الله: من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز.

وحدثنا (٤) حجاج، عن شعبة، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله مثله (سواء) (٥).

وحدثنا حجاج (٦)، عن شعبة، عن محمد بن ذكوان، عن (عبد الرحمن بن) (٧) عبد الله بن مسعود، عن أبيه أنه كان يقرأ القرآن في رمضان في ثلاث.

إسناد صحيح.

[وفي "المسند" (٨) عن عبد الرحمن بن شبل مرفوعًا: "اقرأوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به"] (٩).


(١) في (ج): (أبو عبيد) على حكاية الحال.
(٢) في "فضائل القرآن" (ص ٨٩). وأخرجه أبو عمرو الداني في "البيان" (ص ٣٢٥، ٣٢٦) من طريق سفيان، عن هشام، عن أم الهذيل عن أبي العالية، عن معاذ أنه كان يقرأه في ثلاث.
ووقع في "الكتاب": "أم البديل" وهو تصحيف. وأم الهذيل هي حفصة بنت سيرين، وقد صحَّحه المؤلف ، ولكن نقل ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص ٥٨) عن شعبة أنه قال: "قد أدرك أبو العالية رفيع بن مهران علي بن أبي طالب ولم يسمع منه شيئًا" وقد قتل أمير المؤمنين علي في رمضان سنة أربعين، ومات معاذ بن جبل سنة ثماني عشرة في خلافة عمر، وقد أدرك أبو العالية الجاهلية، فإدراكه لمعاذ صحيح، والله أعلم.
(٣) أخرجه أبو عبيد (ص ٨٩).
(٤) يأتي تخريجه في آخر كتاب "فضائل القرآن".
(٥) ساقط من (أ).
(٦) أخرجه أبو عبيد (ص ٨٧)؛ وابن نصر في "قيام الليل" (ص ١٥٥)؛ والفريابي (١٣٢)؛ والطبراني في "الكبير" (ج ٩/ رقم ٨٧٠٦)؛ وابن أبي داود، وأبو عمرو الداني في "البيان" (ص ٣٢٥) من طرق عن شعبة، عن محمد بن ذكوان، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه. وأخرجه البخاري في "التاريخ" (١/ ١/ ٧٨) من هذا الوجه بلفظ: "كان عبد الله يختم في جمعة".
وقد صحح إسناده المؤلف ، وقد قال الذهبي: "محمد بن ذكوان ما روى عنه غير شعبة" فهذا يعني أنه مجهول، وقد تبع الذهبي ابن أبي حاتم في هذا، وقد وقع لابن أبي حاتم خلط فنقل ما قيل في محمد بن ذكوان بياع الأكيسة، نقله في محمد بن ذكوان خال والد حماد بن زيد وهذا ضعيف، وذاك وثقه ابن معين وابن حبان وقال شعبة: "كان كخير الرجال"، فالصواب أن إسناد الحديث حسن والله أعلم.
(٧) ساقط من (أ).
(٨) أخرجه أحمد (٣/ ٤٤٤)؛ وأبو يعلى (ج ٣/ رقم ١٥١٨)؛ والبيهقي في "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢٣٨٣) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن أبي راشد، عن عبد الرحمن بن شبل … فذكره. وسنده صحيح وقد اختلف في إسناده وهذا أثبت الوجوه.
(٩) ساقط من (أ) و (ط).