للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[ويقال لها: "الشفاء" لما رواه الدارمي (١)، عن أبي سعيد، مرفوعًا:] (٢) ["فاتحة الكتاب شفاء من كل سم". ويقال لها: "الرقية" لحديث أبي سعيد (في) (٣) "الصحيح" (٤) حين رقى بها الرجل السليم، فقال له رسول الله : "وما يدريك أنها رقية؟ ".

وروى الشعبي (٥)، عن ابن عباس أنه سماها "أساس القرآن"؛ قال: (وأساسها) (٦) بسم الله الرحمن الرحيم. وسماها سفيان بن عيينة "بالواقية" (٧).

وسماها يحيى (٨) بن أبي كثير "الكافية"؛ لأنها تكفي عما عداها، ولا يكفي ما سواها عنها، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة (٩): "أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها] (٢)


(١) كذا قال ابن كثير ، ووهم في ذلك؛ لأن الدارمي رواه في "سننه" (٢/ ٣٢٠) عن عبد الملك بن عمير قال: قال رسول الله . . . فذكره هكذا معضلًا أو مرسلًا وليس عند الدارمي: "سم" بل "داء".
ثم تبين لي أن ابن كثير تبع القرطبي في هذا الوهم، فقد ذكره الأخير في "تفسيره" (١/ ١١٢) وعزاه للدارمي عن أبي سعيد مرفوعًا بلفظه. وأثر عبد الملك بن عمير أخرجه أيضًا البيهقي في "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢١٥٤) وقال السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٥): "رجاله ثقات" أما حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "فاتحة الكتاب شفاء من السم" فأخرجه سعيد بن منصور في "تفسيره" (١٧٨) وعنه البيهقي في "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢١٥٣)؛ والثعلبي في "تفسيره" (ج ١/ ق ٦/ ٢ - ١٤/ ١) قال: حدثنا سلام الطويل، عن زيد العمي، عن ابن سيرين عن أبي سعيد مرفوعًا به. وسنده واه جدًّا، وسلام الطويل متروك وزيد العمى ضعيف، ورجح البيهقي أن هذا الحديث مختصر من حديث اللديغ، وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى.
(٢) ساقط من (ز) و (ع) و (هـ) و (ي).
(٣) ساقط من (ك).
(٤) أخرجه البخاري (٤/ ٤٥٣، ١٠/ ١٩٨، ٢٠٩)؛ ومسلم (٢٢٠١/ ٦٥)، وله طرق وألفاظ. ووقع في إسناده اختلاف لا يضر.
(٥) أخرجه الثعلبي في "تفسيره" (ج ١/ ق ١٤/ ١) مطولًا بسند رجاله ثقات إلا مزاحم بن محمد فلم أعرفه ويكنى بـ "أبي هريرة".
(٦) في (ك): "وأسمائها"!!
(٧) أخرجه الثعلبي (١/ ١٤/ ١) من طريق أبي يزيد حاتم بن محبوب المسامي، نا عبد الجبار بن العلاء، قال: كان سفيان بن عيينة يسمى فاتحة الكتاب: الواقية. وحاتم بن محبوب لم أجد له ترجمة، والله أعلم.
(٨) كذا وقع في جميع "الأصول"، والصواب أنه: "عبد الله بن يحيى بن أبي كثير" فأخرجه الثعلبي (١/ ١٤/ ١) من طريق علي بن حجر، نا عفيف بن سالم، قال: سألت عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن قراءة الفاتحة خلف الإمام؟ فقال: عن الكافية تسأل؟ قلت: وما الكافية؟ قال: "الفاتحة، أما علمت أنها تكفي عن سواها، إياك أن تصلي إلا بها". وهذا سند جيد إن كان من دون علي بن حجر ثقات. والله أعلم.
(٩) كذا قال ابن كثير "المرسلة" ولا وجه لهذه اللفظة؛ لأن الحديث متصل كما يأتي ليس بمرسل، ولعل المصنف لما نظر في "تفسير القرطبي" (١/ ١١٣) فوجده يقول: "يدل عليه ما روى محمد بن خلاد الإسكندراني قال: قال رسول الله . . . فذكره" أقول: لعله لما رأى هذا قال ما قال! وفي عبارة القرطبي خلل، ولعله سقط منها: ". . . الإسكندراني بسنده قال. . . إلخ" والله أعلم.
ثم إن هذا الحديث منكر، أخرجه الدارقطني (١/ ٣٢٢)؛ والحاكم (١/ ٢٣٨)؛ والثعلبي (١/ ١٤/ ١) من طريق محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، حدثني سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت مرفوعًا فذكره.
قال الحاكم: "رواة هذا الحديث كلهم أئمة وكلهم ثقات على شرطهما" كذا قال! ومحمد بن خلاد وشيخه=