للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن أبي سعيد بن أبي فضالة قال: سمعت رسول الله يقول: "إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه ينادي مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله، فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك" رواه الإمام أحمد (١).

وقال أحمد: حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن يزيد - يعني ابن الهادي -، عن عمرو، عن محمود بن لبيد أن رسول الله قال: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر" قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: "الرياء، يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً؟ " (٢). وقد رواه إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد به (٣).

وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن، أنبأنا ابن لهيعة، أنبأنا ابن هبيرة، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : "من ردته الطِّيَرة (٤) عن حاجته فقد أشرك" قالوا: يا رسول الله، ما كفارة ذلك؟ قال: "أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إِلا خيرك، ولا طير إِلا طيرك، ولا إِله غيرك" (٥).

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، عن أبي علي - رجل من بني كاهل - قال: خطبنا أبو موسى الأشعري فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل. فقام عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب فقالا: والله لتخرجن مما قلت، أو لنأتين عمر مأذونًا لنا أو غير مأذون. قال: بل أخرج مما قلت، خطبنا رسول الله ذات يوم فقال: "يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل" فقال له من شاء الله أن يقول: فكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: "قولوا: اللَّهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه" (٦).

وقد روي من وجه آخر، وفيه أن السائل في ذلك هو الصديق، كما رواه الحافظ أبو يعلى


(١) أخرجه الإمام أحمد من طريق زياد بن ميناء عن أبي سعد بن أبي فضالة به (المسند ٢٥/ ١٦١ ح ١٥٨٣٨) وحسّنه سنده محققوه، وأخرجه ابن ماجه من طريق زياد به (السنن، الزهد، باب الرياء والسمعة ح ٤٢٠٣)، وحسّنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٣٣٨٨)، وقال علي بن المديني: سنده صالح (ينظر: الإصابة ٤/ ٨٦).
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٩/ ٣٩ ح ٢٣٦٣٠)، وحسنه محققوه، وقال المنذري: إسناده جيد (الترغيب والترهيب ١/ ٦٨) وكذا الألباني في السلسلة الصحيحة (ح ٩٥١).
(٣) أخرجه البغوي من طريق إسماعيل بن جعفر به (شرح السنة ١٤/ ٣٣٣).
(٤) الطِّيَرة: هو التشاؤم بالشيء.
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١١/ ٦٢٣ ح ٧٠٤٥)، وحسَّن سنده محققوه، وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (ح ١٠٦٥)، وهذا التحسين والتصحيح لأنه روي عن عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة فقد أخرجه ابن السني من هذا الطريق (عمل اليوم والليلة ص ٢٩٣).
(٦) أخرجه الإمام أحمد بسنده بنحوه (المسند ٣٢/ ٣٨٣، ٣٨٤ ح ١٩٦٠٦)، وضعفه محققوه لجهاله أبي علي الكاهلي.