للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال حماد، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن ابن مسعود أنه كان يدعو بهذا الدعاء أيضًا. ورواه شريك عن هلال بن حميد، عن عبد الله بن عكيم، عن ابن مسعود بمثله (١).

وقال ابن جرير: حدثني المثنى، حدثنا حجاج، حدثنا خصاف، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، أن كعبًا قال لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين، لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة. قال: وما هي؟ قال: قول الله تعالى: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ الآية (٢).

ومعنى هذه الأقوال أن الأقدار ينسخ الله ما يشاء منها، ويثبت منها ما يشاء، وقد يستأنس لهذا القول بما رواه الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان - هو: الثوري -، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان قال: قال رسول الله : "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر" (٣)، ورواه النسائي وابن ماجه من حديث سفيان الثوري به (٤).

وثبت في الصحيح: أن صلة الرحم تزيد في العمر (٥).

وفي حديث آخر: "إن الدعاء والقضاء ليعتلجان (٦) بين السماء والأرض" (٧).

وقال ابن جرير: حدثني محمد بن سهل بن عسكر، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: إن لله لوحًا محفوظًا مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء لها دفتان من ياقوت - والدفتان: لوحان - لله ﷿، كل يوم ثلاثمائة وستون لحظة، يمحو ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب (٨).

وقال الليث بن سعد، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : "يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من الليل، في الساعة الأولى منها ينظر في الذكر الذي لا ينظر فيه أحد غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت" وذكر تمام


(١) أخرجهما الطبري بسنديهما ومتنهما، ويقوي أحدهما الآخر.
(٢) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف جدًا لأن أبا حمزة - وهو: ميمون الأعور - متروك، وروايته عن إبراهيم لا يتابع عليها، كذا قال العقيلي (ينظر: تهذيب التهذيب ١٠/ ٣٩٥، ٣٩٦).
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، قال محققوه: حسن لغيره، دون قوله: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" (المسند ٣٧/ ٦٨ ح ٢٢٣٨٦).
(٤) قال المنذري: رواه النسائي بإسناد صحيح (الترغيب والترهيب ٢/ ٤٨١)، وأخرجه ابن ماجه من طريق وكيع به (السنن، المقدمة، باب في القدر ح ٩٠) وقال البوصيري: سألت شيخنا أبا الفضل العراقي عن هذا الحديث فقال: حسن (مصباح الزجاجة ١/ ٦٢)، وحسنه الألباني باستثناء العبارة السابقة في المسند (صحيح سنن ابن ماجه ح ٧٣).
(٥) أخرجه الشيخان بنحوه من حديث أنس بن مالك (صحيح البخاري، البيوع ح ٢٠٦٧)، وصحيح مسلم، (البر والصلة ح ٢٥٥٧).
(٦) أي: يتصارعان.
(٧) أخرجه الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي فقال: زكريا بن منظور مجمع على ضعفه (المستدرك ١/ ٤٩٢)، وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٨٤٣)، مما يؤكد ضعف الحديث.
(٨) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده عنعنة ابن جريج والمتن فيه غرابة.