للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[(الرازي) (١) بتضعيف ولا رد.

وقال بعض الصوفية: العبادة إما لتحصيل ثواب (ورد) (٢) عقاب؛ قالوا: وهذا ليس بطائل؛ (إذ مقصوده تحصيل مقصوده) (٣) وإما (للتشرف) (٤) بتكاليف الله تعالى؛ وهذا أيضًا عندهم ضعيف؛ بل العالي أن يعبد الله لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال؛ قالوا: ولهذا يقول المصلي: أصلي لله، ولو كان لتحصيل الثواب (ودرء العذاب) (٥) لبطلت (صلاته) (٦).

وقد رد ذلك عليهم آخرون، وقالوا: كون العبادة لله ﷿ لا ينافي أن يطلب معها ثوابًا، ولا أن يدفع عذابًا، كما قال ذلك الأعرابي: أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ؛ إنما أسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار؛ فقال النبي : "حولها ندندن" (٧)] (٨).

﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)﴾.

[(قراءة الجمهور بالصاد) (٩)، وقرئ السراط؛ وقرئ بالزاي. قال الفراء: وهي لغة بني عذرة وبني كلب] (٨). لما تقدم الثناء على المسؤول ناسب أن يعقب بالسؤال؛ كما قال: "فنصفها لي؛ ونصفها لعبدي؛ ولعبدي ما سأل". وهذا أكمل أحوال السائل أن يمدح مسؤوله، ثم يسأل حاجته [وحاجة إخوانه المؤمنين (بقوله) (١٠): ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)(١١)] (٨)؛ لأنه أنجح للحاجة؛ وأنجع للإجابة؛ ولهذا أرشد الله إليه؛ لأنه الأكمل؛ وقد يكون السؤال بالإخبار عن حال السائل واحتياجه، كما قال موسى () (١٢): ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ


(١) ساقط من (ج) و (ع) و (ك) و (ل) و (ن) و (هـ) و (ى).
(٢) في (ن) و (ى): "أو درء".
(٣) كذا في (ج) و (ل) و (ن) ووقع في (ك): "إذ يحصل مقصوده"، ووقع في (هـ) و (ى): "إذ تحصيله تحصيل مقصوده".
(٤) في (ن) و (ك): "للتشريف".
(٥) كذا في (ج) و (ل) و (ى) وفي (هـ): "درء عقاب" وفي (ن): "درء العقاب" وفي (ك): "رد العذاب".
(٦) في (ن): "الصلاة".
(٧) أخرجه ابن ماجه (٩١٠، ٣٨٤٧)؛ وابن خزيمة (٧٢٥)؛ وابن حبان (٥١٤) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله لرجل: "ما تقول في الصلاة؟ " قال: أتشهد ثم أقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار. . . الحديث. وإسناده صحيح، وصححه النووي والبوصيري في "الزوائد" ولكن خولف جرير بن عبد الحميد، خالفه زائدة بن قدامه، فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي . . . فذكره، أخرجه أحمد (٣/ ٤٧٤)؛ وأبو داود (٧٩٢)، ويمكن حمل إحدى الروايتين على الأخرى مع أن رواية زائدة أشبه، والحديث صحيح على كل حال، فقد أخرجه أبو داود (٧٩٣)؛ وابن خزيمة (١٦٣٣، ١٦٣٤)؛ والبغوي في "شرح السنة" (٣/ ٧٤)؛ والبيهقي (٣/ ١١٦، ١١٧) بسند جيد. من حديث جابر وأصلحه في "الصحيحين" من وجه آخر. وأخرجه أحمد (٥/ ٧٤) عن رجل من بني سلمة يقال له: سليم فذكر نحوه. ورجاله ثقات.
(٨) ساقط من (ز).
(٩) من (ن) و (هـ).
(١٠) في (ج): "فقوله"!
(١١) من (ن).
(١٢) من (ز) و (ن).