للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لك أمر؟ ولو أرسلت إلينا رسولًا لكنا أطوع عبادك، فيقول لهم ربهم: أرأيتم إن أمرتكم بأمر تطيعوني؟ فيقولون: نعم، فيأمرهم أن يعمدوا إلى جهنم فيدخلوها، فينطلقون حتى إذا دنوا منها وجدوا لها تغيظًا وزفيرًا، فرجعوا إلى ربهم، فيقولون: ربنا أخرجنا أو أجرنا منها، فيقول لهم: ألم تزعموا أني إن أمرتكم بأمر تطيعوني؟ فيأخذ على ذلك مواثيقهم، فيقول: اعمدوا إليها فادخلوها، فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا منها ورجعوا وقالوا: ربنا فرقنا منها ولا نستطيع أن ندخلها، فيقول: ادخلوها داخرين" فقال نبي الله : "لو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردًا وسلامًا". ثم قال البزار: ومتن هذا الحديث غير معروف إلا من هذا الوجه، لم يروه عن أيوب إلا عباد، ولا عن عباد إلا ريحان بن سعيد (١).

قلت: وقد ذكره ابن حيان في ثقاته، وقال يحيى بن معين والنسائي: لا بأس به، ولم يرضه أبو داود، وقال أبو حاتم: شيخ لا بأس به يكتب حديثه ولا يحتج به.

(الحديث السادس): عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري (٢). قال الإمام محمد بن يحيى الذهلي: حدثنا سعيد بن سليمان، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : "الهالك في الفترة والمعتوه والمولود، يقول الهالك في الفترة: لم يأتني كتاب، ويقول المعتوه: ربِّ لم تجعل لي عقلًا أعقل به خيرًا ولا شرًا، ويقول المولود: ربِّ لم أدرك العقل، فترفع لهم نار، فيقال لهم: ردُّوها، قال: فيردُّها من كان في علم الله سعيدًا لو أدرك العمل، ويمسك عنها من كان في علم الله شقيًا لو أدرك العمل، فيقول: إياي عصيتم، فكيف لو [أن] (٣) رسلي أتتكم؟! " (٤) وكذا رواه البزار عن محمد بن عمر بن هياج الكوفي، عن عبيد الله بن موسى، عن فضيل بن مرزوق به، ثم قال: لا يعرف من حديث أبي سعيد إلا من طريقه عن عطية عنه، وقال في آخره: "فيقول الله إياي عصيتم، فكيف برسلي بالغيب؟ " (٥).

(الحديث السابع): عن معاذ بن جبل :

قال هشام بن عمار ومحمد بن المبارك الصوري: حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل، عن نبي الله قال: "يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلًا وبهالك في الفترة وبهالك صغيرًا، فيقول الممسوخ: يا ربِّ لو آتيتني عقلًا ما كان من آتيته عقلًا بأسعد مني" وذكر في الهالك في الفترة والصغير نحو ذلك "فيقول الرب ﷿: إني آمركم بأمر فتطيعوني؟ فيقولون: نعم، فيقول: اذهبوا فادخلوا النار، قال: لو دخلوها ما


(١) أخرجه البزار كما في كشف الأستار ٤/ ١٥٦ (ح ٣٤٣٣)، قال الهيثمي: رواه البزار بإسنادين ضعيفين (مجمع الزوائد ١٠/ ٣٥٠)، وقد توبع ريحان بن سعيد في رواية الحاكم إذ أخرجه من طريق إسحاق بن إدريس عن أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٤/ ٤٤٩، ٤٥٠)، ويشهد له الحديث الأول المروي عن الأسود بن سريع .
(٢) هذه السطر في الأصل ورد قبل ثلاثة أسطر.
(٣) الزيادة من (ح).
(٤) في سنده عطية وهو العوفي ضعفه الحافظ ابن حجر كما يلي.
(٥) أخرجه البزار من طريق عبيد الله بن موسى عن فضيل بن مرزوق به مع تعليقه، وقال الحافظ ابن حجر: عطية ضعيف (مختصر زوائد مسند البزار ٢/ ١٥٩، ١٦٠ ح ١٦١٦)، وضعفه الحليمي في شعب الإيمان ١/ ١٥٩، ويشهد له أيضًا الحديث الأول.