للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبيه؛ قال: كنت جالسًا عند النبي فسمعته يقول: "تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة".

قال: ثم سكت ساعة، ثم قال: "تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف؛ وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بِمَ كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها؛ فهو في صعود ما دام يقرأ هذَّا كان أو ترتيلًا".

وروى ابن ماجه، من حديث بشير بن المهاجر بعضه. وهذا إسناد (حسن) (١) على شرط مسلم؛ (٢) [فإن بشيرًا هذا (أخرج) (٣) له مسلم] (٢)، ووثقه ابن معين. وقال النسائي: ما به بأس، إلا أن الإمام أحمد قال فيه: "هو منكر الحديث، قد اعتبرت أحاديثه فإذا هي (تجيئ) (٤) بالعجب".

وقال البخاري: "يخالف في بعض حديثه". وقال أبو حاتم الرازي: "يكتب حديثه ولا يحتج به".

وقال ابن عدي: "روى ما لا يتابع عليه". وقال الدارقطني: "ليس بالقوى".

قلت: ولكن لبعضه (٥) شواهد؛ فمن ذلك حديث أبي أُمامة الباهلي: قال الإمام أحمد (٦):


= الصحيح"، وقال السيوطي في "اللآلئ" (١/ ٢٤٤): "سنده صحيح".
(١) كذا في سائر "الأصول"، ووقع في (ل): "جيد".
(٢) ساقط من (ض).
(٣) في (ن): "خرج" ولم يرو مسلم لبشير بن المهاجر غير حديث واحد في "كتاب الحدود" (١٦٩٥/ ٢٣) عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه في رجم الغامدية، وفي سياقه مخالفة لما رواه سليمان بن بريدة عن أبيه.
وضبط محمد فؤاد عبد الباقي "بشيرًا" بضم الباء وهو خطأ، والصواب فتحها. والله أعلم.
(٤) في (ن): "تأتي". وفي "تهذيب الكمال" (٤/ ١٧٧): "فإذا هو يجيئ بالعجب".
(٥) يعني: لأوله، أما آخره فلم يات له المصنف بشاهد.
(٦) في "مسنده" (٥/ ٢٤٩).
وأخرجه أيضًا في (٥/ ٢٥٥ - ٢٥٧)؛ وحميد بن زنجويه في "فضائل القرآن"، كما في "الدر المنثور" (١/ ١٨)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (٤/ ٢٥٦)؛ والطبراني في "الكبير" (ج ٨/ رقم ٧٥٤٢، ٧٥٤٣)؛ وابن الضريس (٩٨)؛ والحاكم (١/ ٥٦٤)؛ والروياني في "مسنده" (ج ٣٠/ ق ٢١٨/ ٢، ٢٢٠/ ٢)؛ والبيهقي في "الشعب" (١٨٢٧)؛ والفلاكي في "الفوائد" (ق/ ١١٠/ ١) من طرق عن يحيى بن أبي كثير بسنده سواء.
ورواه عن يحيى: "أبان بن يزيد، وعلي بن المبارك، وسعيد بن أبي هلال، وهشام الدستوائي".
وخالفهم معمر بن راشد، فرواه عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي أمامة مرفوعًا مثله؛ أخرجه أحمد (٥/ ٢٥١)؛ والطبراني في "الكبير" (ج ٨/ رقم ٨١١٨) من طريق عبد الرزاق وهو في "مصنفه" (ج ٣/ رقم ٥٩٩١)، ويحتمل أن يكون ليحيى بن أبي كثير شيخان فيه. والله أعلم.
وأخرجه ابن الضريس في "الفضائل" (٩٢) من طريق عطاء بن عجلان عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة مرفوعًا بطوله.