للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(الفارسي) (١)، حدثنا خلف بن هشام؛ وحدثنا (عُبيس) (٢) بن ميمون، عن موسى بن أنس بن مالك، عن أبيه؛ قال: قال رسول الله : "لا تقولوا سورة البقرة، ولا سورة آل عمران، ولا سورة النساء، وكذا القرآن كله؛ ولكن قولوا: السورة التي يذكر فيها البقرة، والتي يذكر فيها آل عمران؛ وكذا القرآن كله".

هذا حديث غريب لا يصح رفعه (عبيس) (٣) بن ميمون هذا (هو) (٤) (أبو) (٥) سلمة الخواص، وهو ضعيف الرواية لا يحتج به.

وقد ثبت في ("الصحيح") (٦)، عن ابن مسعود أنه رمى الجمرة من بطن الوادي، فجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه؛ ثم قال: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة. أخرجاه.

وروى ابن مردويه (٧). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= "الموضوعات" (١/ ٢٥٠) من طريق عبيس بن ميمون، عن موسى بن أنس بن مالك، عن أبيه مرفوعًا.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن موسى بن أنس إلا عبيس بن ميمون، تفرد به خلف بن هشام، ولا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد".
* قلت: أما قول الطبراني: تفرد به خلف، فليس كذلك فتابعه جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، حدثني أبو عبيدة عبيس الخزاز فذكره. أخرجه البيهقي في "الشعب".
وهذا حديث منكر، قال البيهقي: "عبيس بن ميمون منكر الحديث، وهو لا يصح وإنما يروى فيه عن ابن عمر من قوله".
ونقل العقيلي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: "هذا منكر" وكذلك نقل ابن الجوزي عن أحمد. ونقل السيوطي في "اللآلئ" (١/ ٢٣٩) عن الحافظ ابن حجر أنه انتقد ابن الجوزي في إيراده الحديث في "الموضوعات"، فقال في "الأمالي": "أفرط ابن الجوزي في إيراد هذا الحديث في "الموضوعات"، ولم يذكر مستنده، إلا قول أحمد وتضعيف عبيس، وهذا لا يقتضي وضع الحديث، وقد قال الفلاس في عبيس: هو صدوق يخطئ كثيرًا". اهـ ولذلك ضعف إسناده السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ١٨) وسبقه الحافظ في "الفتح" (٩/ ٨٨).
والصواب في هذا الحديث الوقف، فقد أخرج البيهقي في "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢٣٤٧) بسند صحيح عن ابن عمر قال: "لا تقولوا سورة البقرة، ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها البقرة" وكان الحجاج بن يوسف الثقفي تلقى هذا عن ابن عمر، فكان ينهى أن يقال: "سورة كذا" كما يأتي ذكره قريبًا إن شاء الله تعالى.
(١) ساقط من (ز).
(٢) تصحف في "الأصول" إلى "عيسى".
(٣) تصحف في "الأصول" إلى "عيسى".
(٤) ساقط من (ج).
(٥) في (ز): "ابن"!!
(٦) في (ز): "الصحيحين" وهو فيهما وقد مرّ تخريجه.
(٧) وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (ج ٦/ رقم ٣٦٠٦)؛ والطبراني في "الأوسط" (٢٧٥٨) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا عمرو بن عاصم، ثنا أبو العوام عمران القطان، عن معمر، عن الزهري، عن أنس قال: لما كان يوم حنين، انهزم الناس عن رسول الله إلا العباس بن عبد المطلب وأبا سفيان بن الحارث، وأمر رسول الله أن ينادي: يا أصحاب سورة البقرة، يا معشر الأنصار!، ثم استحر النداء في بني الحارث بن الخزرج، فلما سمعوا النداء أقبلوا، فوالله ما شبهتهم إلا بالإبل تحن إلى أولادها، فلما التقوا التحم القتال فقال رسول الله : "الآن حمي الوطيس" وأخذ كفًّا من حصًى أبيض، فرمى به وقال: "هزموا ورب الكعبة" وكان علي بن أبي طالب يومئذٍ أشد الناس قتالًا بين يديه.
قال الهيثمي في "المجمع" (٦/ ١٨١): "رجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور القطان وهو أبو العوام وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره"، وحسنه محقق مسند "أبي يعلى" ولم يصب لأنه معل، فقد=