للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأنا العاقب" وقال أحمد بن صالح: أرجو أن يكون الحديث صحيحًا (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، حدثني عمرو بن قيس، عن عمرو بن أبي قرة الكندي قال: كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله ، فجاء حذيفة إلى سلمان، فقال سلمان: يا حذيفة إن رسول الله كان يغضب فيقول ويرضى فيقول، لقد علمت أن رسول الله خطب فقال: "أيما رجل من أُمتي سببته سبة في غضبي أو لعنته لعنة، فإنما أنا رجل من ولد آدم أغضب كما تغضبون، إنما بعثني الله رحمة للعالمين فأجعلها صلاة عليه يوم القيامة" (٢).

ورواه أبو داود، عن أحمد بن يونس، عن زائدة (٣).

فإن قيل: فأي رحمة حصلت لمن كفر به؟ فالجواب ما رواه أبو جعفر بن جرير: حدثنا إسحاق بن شاهين، حدثنا إسحاق الأزرق، عن المسعودي، عن رجل يقال له: سعيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)﴾ قال: من آمن بالله واليوم الآخر كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف (٤)، وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث المسعودي عن أبي سعد وهو سعيد بن المرزبان البقال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس … فذكره بنحوه (٥)، والله أعلم، وقد رواه أبو القاسم الطبراني عن عبدان بن أحمد، عن عيسى بن يونس الرملي، عن أيوب بن سويد، عن المسعودي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)﴾ قال: من تبعه كان له رحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يتبعه عوفي مما كان يبتلى به سائر الأمم من الخسف والمسخ والقذف (٦).

﴿قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٨) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (١٠٩) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (١١٠) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (١١١) قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (١١٢)﴾.

يقول تعالى آمرًا رسوله صلواته وسلامه عليه أن يقول للمشركين: ﴿إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا


(١) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ٢/ ١٢٣ ح ١٥٣٢)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريق أحمد بن صالح وجادة، ورجاله ثقات.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وقال محققوه: إسناده صحيح إن صحَّ سماع عمرو بن أبي قرة من سلمان (المسند ٣٩/ ١١٠ ح ٢٣٧٠٦).
(٣) سنن أبي داود، السنة، باب النهي عن سب أصحاب رسول الله (ح ٤٦٥٩)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ٣٨٩٤).
(٤) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف سعيد، وهو ابن المرزبان البقال، وقد توبع كما سيأتي فيرتقي إلى الحسن لغيره.
(٥) سنده كسابقه.
(٦) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ١٢/ ٢٣ ح ١٢٣٥٨)، وأخرجه الضياء المقدسي من طريق المسعودي عن أبي سنان، وهو ضرار بن مرة، عن سعيد بن جبير به (المختارة ١٠/ ٣٩٧)، وسنده حسن.