للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن أبي عزة الهذلي قال: قال رسول الله : ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)(١).

(حديث آخر) قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري ومحمد بن يحيى القطعي قالا: حدثنا عمر بن علي، حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله قال: قال رسول الله : "إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة" ثم قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرفعه إلا عمر بن علي المقدمي (٢).

وقال ابن أبي الدنيا: حدثني سليمان بن أبي شيخ قال: أنشدني محمد بن الحكم لأعشى همدان:

فما تزودَ مما كان يَجمَعُهُ … سوى حنوطٍ (٣) غداةَ البيْنِ مع خرق

وغيرَ نفحةِ أعوادٍ تُشَبّ له … وقَلّ ذلك من زادٍ لمنطلق

لا تأسَيَّن على شيء فكلّ فتى … إلى منيته سَيَّارٌ (٤) في عَنَقٍ

وكُلّ من ظَنَّ أن الموتَ يُخطِئُه … مُعَلَّلٌ بأعَاليل من الحَمَقِ

بأيَّما بَلْدةٍ تُقَدَّرْ منيَّتُهُ … إن لا يُسَيَّرْ إليها طَائِعًا يُسَقِ

أورده الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث (٥)، وهو أعشى همدان، وكان الشعبي زوج أخته، وهو مزوج بأخت الشعبي أيضًا، وقد كان ممن طلب العلم والتفقه، ثم عدل إلى صناعة الشعر فعرف به.

وقد روى ابن ماجه، عن أحمد بن ثابت وعمر بن شبة، كلاهما عن عمر بن علي مرفوعًا: إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته له إليها حاجة، فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله ﷿، فتقول الأرض يوم القيامة: ربِّ هذا ما أودعتني (٦).

قال الطبراني: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن


(١) تقدم صحته بدون ذكر قراءة الآية، ولعل هذه الزيادة من أخطاء مؤمل بن إسماعيل لأنه صدوق سيء الحفظ (التقريب ص ٥٥٥).
(٢) أخرجه البزار (المسند رقم ١٨٩٩)، وأخرجه ابن ماجه من طريق أحمد بن ثابت الجحدري به، وصححه البوصيري (السنن، الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له ح ٤٢٦٣)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٣٤٣٨)، وأخرجه الحاكم من طريق محمد بن خالد الوهبي عن إسماعيل بن أبي خالد به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ١/ ٣٦٧).
(٣) في تاريخ دمشق بلفظ: "إلا حنوطًا".
(٤) في تاريخ دمشق: يسير.
(٥) أخرجه ابن عساكر من طريق محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار، عن أبي بكر بن أبي الدنيا به (تاريخ دمشق ٤٠/ ٤٤٣) تحقيق سكينة الشهابي، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق.
(٦) تقدم تخريجه في الرواية السابقة.