للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سبع مرات تكبيرًا بين حمد الله وثناء عليه وصلاة على النبي ومسألة لنفسك، وعلى المروة مثل ذلك (١). إسناد جيد حسن قوي.

قالوا: ويستحب الصلاة على النبي مع ذكر الله عند الذبح، واستأنسوا بقوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)[الشرح]، قال بعض المفسرين: يقول الله تعالى: لا أذكر إلا ذكرت معي، وخالفهم في ذلك الجمهور وقالوا: هذا موطن يفرد فيه ذكر الله تعالى كما عند الأكل والدخول والوقاع وغير ذلك مما لم ترد فيه السُّنة بالصلاة على النبي .

حديث آخر: قال إسماعيل القاضي: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا عمر بن هارون، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة، أن رسول الله قال: "صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني" (٢)، في إسناده ضعيفان، وهما: عمر بن هارون وشيخه، والله أعلم. وقد رواه عبد الرزاق، عن الثوري، عن موسى بن عبيدة الربذي به (٣).

ومن ذلك أنه يستحب الصلاة عليه عند طنين الأذن إن صحَّ الخبر في ذلك على أن الإمام أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة قد رواه في صحيحه فقال: حدثنا زياد بن يحيى، حدثنا معمر بن محمد بن عبيد الله، عن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع قال: قال رسول الله : "إذا طنَّت أذن أحدكم فليذكرني وليصلِّ عليَّ وليقل ذكر الله من ذكرني بخير" (٤). إسناده غريب، وفي ثبوته نظر، والله أعلم.

مسألة: وقد استحب أهل الكتابة أن يكرر الكاتب الصلاة على النبي كلما كتبه، وقد ورد في الحديث من طريق كادح بن رحمة، عن نهشل، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "من صلى عليَّ في كتاب لم تزل الصلاة جارية له ما دام اسمي في ذلك الكتاب" (٥). وليس هذا الحديث بصحيح من وجوه كثيرة وقد روي من حديث أبي هريرة ولا يصح أيضًا (٦)، قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي شيخنا أحسبه موضوعًا، وقد روي نحوه عن أبي بكر وابن عباس ولا يصح من ذلك شيء والله أعلم.

وقد ذكر الخطيب البغدادي في كتابه (الجامع لآداب الراوي والسامع) قال: رأيت بخط الإمام أحمد بن حنبل كثيرًا ما يكتب اسم النبي من غير ذكر الصلاة عليه كتابة قال: وبلغني أنه كان يصلي عليه لفظًا (٧).


(١) أخرجه إسماعيل القاضي بسنده ومتنه فضل الصلاة على النبي رقم ٨١. وحسنه الحافظ ابن كثير.
(٢) فضل الصلاة على النبي رقم ٤٥ وسنده ضعيف جدًا.
(٣) مصنف عبد الرزاق رقم ٣١١٨ وسنده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
(٤) أخرجه الطبراني في (المعجم الصغير ٢/ ١٢٠ ح ١١٠٤)، وابن عدي (الكامل في الضعفاء ٦/ ٤٥١)، معمر بن محمد به، وقال ابن عدي: معمر بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه منكر الحديث. اهـ. وسنده ضعيف جدًا.
(٥) أخرجه الأصبهاني من طريق كادح بن رحمة به (الترغيب ح ١٦٩٩) والحديث موضوع كما قرر الحافظ الذهبي، وكادح بن رحمة: وضاع (ينظر لسان الميزان ٤/ ٤٨١).
(٦) المعجم الأوسط للطبراني (ح ٢٣٤).
(٧) الجامع لأخلاق الراوي والسامع ١/ ٢٧١.