للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في المنام بقتل المدعي، فلما كان النهار طلبهما وأمر بقتل المدعي، فقال: يا نبي الله علامَ تقتلني وقد اغتصبني هذا بقري؟ فقال له: إن الله تعالى أمرني بقتلك فأنا قاتلك لا محالة، فقال: واللهِ إن الله لم يأمر بقتلي لأجل هذا الذي ادعيت عليه وإني لصادق فيما ادعيت، ولكني كنت قد اغتلت أباه وقتلته ولم يشعر بذلك أحد، فأمر به داود فقتل، قال ابن عباس: فاشتدت هيبته في بني إسرائيل وهو الذي يقول الله ﷿: ﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ﴾ (١).

وقوله: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ﴾ قال مجاهد: يعني الفهم والعقل والفطنة، وقال مرة: الحكمة والعدل، وقال مرة: الصواب (٢).

وقال قتادة: كتاب الله واتباع ما فيه.

فقال السدي: ﴿الْحِكْمَةَ﴾ النبوة (٣) وقوله: ﴿وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾.

قال شريح القاضي والشعبي: فصل الخطاب الشهود والأيمان (٤).

وقال قتادة: شاهدان على المدعي أو يمين المدعى عليه هو فصل الخطاب (٥) الذي فصل به الأنبياء والرسل، أو قال المؤمنون والصالحون: وهو قضاء هذه الأمة إلى يوم القيامة، وكذا قال أبو عبد الرحمن السلمي (٦).

وقال مجاهد والسدي: هو إصابة القضاء وفهم ذلك (٧).

وقال مجاهد أيضًا: هو الفصل في الكلام وفي الحكم، وهذا يشمل هذا كله وهو المراد واختاره ابن جرير.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عمر بن شيبة النميري، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني عبد العزيز بن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن بلال بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى قال: أول من قال: أما بعد داود وهو فصل الخطاب (٨)، وكذا قال الشعبي فصل الخطاب: أما بعد (٩).


(١) أخرجه الطبري من طريق علباء بن أحمر به، والخبر من الإسرائيليات.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور عن أبي عوانة عن أبي بشر عن مجاهد (ينظر فتح الباري ٦/ ٤٥٦).
(٣) أخرجه الطبري والحاكم بسند حسن من طريق أسباط عن السدي (المستدرك ٢/ ٥٨٦).
(٤) قول شريح أخرجه ابن أبي شيبة (المصنف ٧/ ٢٣٢)، والطبري والبيهقي (السنن الكبرى ١٠/ ١٨١)، بأسانيد يقوي بعضها بعضًا، وقول الشعبي: أخرجه الطبري بسند حسن من طريق داود، وهو ابن أبي هند، عنه.
(٥) أخرجه الطبري والبيهقي (السنن الكبرى ١٠/ ٢٥٣)، بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
(٦) أخرجه الثوري والطبري والبيهقي (السنن الكبرى ١٠/ ١٨١) من طريق أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي.
(٧) أخرجه الطبري من طريق ليث عن مجاهد، وليث هو ابن أبي سُليم فيه مقال، وأخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عن السدي.
(٨) أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع، عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن زياد بن عياض الأشعري (المصنف ٥/ ٣٥٥) وسنده صحيح.
(٩) أخرجه الطبري بسند فيه جابر بن نوح وهو ضعيف كما في التقريب ويشهد له سابقه.