للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حين يريد أن ينام (١). تفرد به أحمد أيضًا.

وقال الإمام أحمد أيضًا: حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا ابن عياش، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي راشد الحبراني قال: أتيت عبد الله بن عمرو فقلت له حدثنا ما سمعت من رسول الله فألقى بين يدي صحيفة فقال: هذا ما كتب لي رسول الله، فنظرت فيها فإذا فيها أن أبا بكر الصديق قال: يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت. فقال له رسول الله : "يا أبا بكر قل اللَّهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت ربُّ كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه أو أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم" (٢). ورواه الترمذي، عن الحسن بن عرفة، عن إسماعيل بن عياش به وقال حسن غريب من هذا الوجه (٣).

وقال الإمام أحمد: حدثنا هاشم، حدثنا شيبان، عن ليث، عن مجاهد قال: قال أبو بكر الصديق: أمرني رسول الله أن أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي من الليل: اللَّهم فاطر السماوات والأرض إلخ (٤).

وقوله: ﴿وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ وهم المشركون ﴿مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ﴾ أي: ولو أن جميع ما في الأرض وضعفه معه ﴿لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ﴾ أي: الذي أوجبه الله تعالى لهم يوم القيامة ومع هذا لا يقبل منهم الفداء ولو كان ملء الأرض ذهبًا كما قال في الآية الأخرى: ﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ أي: وظهر لهم من الله من العذاب والنكال بهم ما لم يكن في بالهم ولا في حسابهم ﴿وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا﴾ أي: وظهر لهم جزاء ما اكتسبوا في الدار الدنيا من المحارم والمآثم ﴿وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ أي: وأحاط بهم من العذاب والنكال ما كانوا يستهزئون به في الدار الدنيا.

﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٤٩) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٥٠) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥١) أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢)﴾.

يقول تعالى مخبرًا عن الإنسان أنه في حال الضرّاء يتضرع إلى الله ﷿ وينيب إليه ويدعوه وإذا خوله نعمة منه بغى وطغى وقال: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ﴾ أي: لما يعلم الله تعالى من استحقاقي له ولولا أني عند الله خصيص لما خولني هذا.


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١١/ ١٧١ ح ٦٥٩٧) وصححه لغيره محققوه بالشواهد.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده بنحوه (المسند ١١/ ٤٣٨ ح ٦٨٥١) وحسن سنده محققوه.
(٣) سنن الترمذي، الدعوات، باب ٩٥ (ح ٣٥٢٩)، وأخرجه البخاري من طريق إسماعيل بن عياش به (الأدب المفرد ح ١٢٠٤) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ح ٩١٤).
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ١٤) وسنده ضعيف لأن مجاهدًا لم يسمع من أبي بكر وقد توبع كما في الرواية السابقة فيرتقي إلى الحسن لغيره.