للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ليلة البدر والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب درّي في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب والفضة، ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعًا في السماء" (١). وأخرجاه أيضًا من حديث جرير (٢).

وقال الزهري: عن سعيد، عن أبي هريرة ، عن رسول الله قال: "يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفًا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر" فقام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: "اللَّهم اجعله منهم" ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله ادع الله تعالى أن يجعلني منهم. فقال : "سبقك بها عكاشة" أخرجاه (٣) وقد روى هذا الحديث - في السبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب - البخاري ومسلم، عن ابن عباس وجابر بن عبد الله وعمران بن حصين وابن مسعود ورفاعة بن عرابة الجهني وأُم قيس بنت محصن ، ولهما عن أبي حازم، عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه أن رسول الله قال: "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفًا أو سبعمائة ألفٍ آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر" (٤).

وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا أُمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله يقول: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا مع كل ألف سبعون ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي ﷿" (٥). وكذا رواه الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، عن [سليم] (٦) بن عامر، عن أبي اليمان عامر بن عبد الله بن لحيّ، عن أبي أُمامة (٧). ورواه الطبراني عن عتبة بن عبد السلمي: "ثم مع كل ألف سبعين ألفًا" (٨). ويروى مثله عن ثوبان وأبي سعيد الأنماري وله شواهد من وجوه كثيرة.

وقوله: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ لم يذكر الجواب ههنا، وتقديره حتى إذا جاءوها وكانت هذه الأمور من فتح الأبواب لهم إكرامًا


(١) أخرجه أبو يعلى بسنده ومتنه (المسند ١٠/ ٤٧٠ ح ٦٠٨٤)، وسنده صحيح.
(٢) صحيح البخاري، أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم وذريته (ح ٣٣٢٧)، وصحيح مسلم، الجنة وصفة نعيمها (ح ٢٨٣٥/ ١٧).
(٣) صحيح البخاري، اللباس، باب البرود والحبر والشملة (ح ٥٨١١)، وصحيح مسلم، الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (ح ٢١٦/ ٣٦٩).
(٤) صحيح البخاري، بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة (ح ٣٢٤٧)، وصحيح مسلم، الإيمان، الباب السابق (ح ٢١٩).
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة بسنده ومتنه (المصنف ١١/ ٤٧١)، وأخرجه ابن ماجه من طريق إسماعيل بن عياش به (السنن، الزهد، باب صفة أُمة محمد ح ٤٢٨٦)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٣٤٥٩).
(٦) كذا في (حم) و (مح)، وفي الأصل صُحف إلى: "حكيم".
(٧) المعجم الكبير (٨/ ١٨٧).
(٨) المعجم الكبير (١٧/ ١٢٦).