للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جرير : حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثنا عمي عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي عثمان بن سنة الخزاعي، وكان من أهل الشام قال: إن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله لأصحابه وهو بمكة: "من أحبَّ منكم أن يحضر أمر الجن الليلة فليفعل" فلم يحضر منهم أحد غيري، قال: فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خطّ لي برجله خطًا ثم أمرني أن أجلس فيه ثم انطلق حتى قام، فافتتح القرآن فغشيته أسودة (١) كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته، ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب، ذاهبين حتى بقي منهم رهط، ففرغ رسول الله، مع الفجر، فانطلق فتبرّز، ثم أتاني فقال: "ما فعل الرهط؟ "، فقلت: هم أولئك يا رسول الله، فأعطاهم عظمًا وروثًا زادًا، ثم نهى أن يستطيب أحد بروث أو عظم. ورواه ابن جرير، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبي زرعة وهب بن راشد، عن يونس بن يزيد الأيلي به (٢).

ورواه البيهقي في الدلائل من حديث عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن يونس به (٣)، وقد روى إسحاق بن راهويه عن جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن مسعود ، فذكر نحو ما تقدم (٤). ورواه الحافظ أبو نعيم من طريق موسى بن عبيدة، عن سعيد بن الحارث، عن أبي المعلى، عن ابن مسعود ، فذكر نحوه أيضًا (٥).

[طريق أخرى:

قال أبو نعيم: حدثنا أبو مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قال: حدثنا عفان وعكرمة قالا: حدثنا معتمر قال: قال أبي: حدثني أبو تميمة عن عمرو، ولعله قد يكون قال البكالي يحدثه عمرو، عن عبد الله بن مسعود قال: استتبعني رسول الله فانطلقنا حتى أتينا مكان كذا وكذا، فخط لي خطًا فقال: "كن بين ظهر هذه لا تخرج منها فإنك إن خرجت هلكت" فذكر الحديث بطوله وفيه غرابة شديدة] (٦) (٧).

طريق أخرى:

قال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي أنه قال لابن مسعود : حُدثتُ أنك كنت مع رسول الله ليلة وفد الجن. قال: أجل، قال: فكيف كان؟ فذكر الحديث وذكر أن النبي


(١) أسودة: جمع قلة لسواد وهو الشخص.
(٢) أخرجه الطبري بسنديه ومتنه، وفيه أبو عثمان بن سنة الخزاعي سئل عنه أبو زرعة فقال: لا أعرف اسمه (الجرح والتعديل ٩/ ٤٠٨)، وأخرجه النسائي من طريق ابن وهب به مختصرًا على آخره (السنن، الطهارة، باب النهي عن الاستطابة بالعظم ١/ ٣٧، وصحح سنده الألباني في صحيح سنن النسائي ح ٣٨).
(٣) دلائل النبوة ٢/ ٢٣٠ وسنده كسابقه وأخرجه الحاكم من طريق عبد الله بن صالح به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٥٠٣).
(٤) في سنده قابوس فيه لين ويتقوى بما سبق.
(٥) أخرجه الطبراني من طريق موسى بن عبيدة به (المعجم الكبير ١٠/ ٨٠) وفيه موسى بن عبيدة وهو الربذي وهو ضعيف كما في التقريب، ويتقوى بما سبق.
(٦) زيادة من (حم) و (مح).
(٧) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه مطولًا (المسند ٦/ ٣٣٢ ح ٣٧٨٨) وضعف سنده محققوه.