للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا هشام، (حدثنا) (١) قتادة، عن أنس بن مالك: أن رسول اللّه قال: [وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن النبي ، قال] (٢): "يجتمع المؤمنون يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا؟ فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك اللّه بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا (عند) (٣) ربِّك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هناكم، ويذكر ذنبه فيستحيي؛ (فيقول) ائتوا نوحًا، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض؛ فيأتونه فيقول: لست هُنَاكم، ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم فيستحيي؛ فيقول: ائتوا خليل الرحمن فيأتونه فيقول: لست هناكم، فيقول: ائتوا موسى عبدًا كلَّمه الله، وأعطاه التوراة؛ فيأتونه، فيقول: لست هناكم. ويذكر قتل النفس بغير نفس فيستحيي من ربه؛ (فيقول) (٤): ائتوا عيسى عبد اللّه ورسوله، وكلمة اللّه وروحه، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا محمدًا عبدًا غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأنطلق حتى أستأذن على ربي (فيؤذن) (٥) لي، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا، فيدعني ما شاء اللّه، ثم يقال: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل تسمع، واشفع تشفع؛ فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدًّا، فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه؛ فإذا رأيت ربي مثله؛ ثم أشفع فيحد لي حدًّا فأدخلهم الجنة [ثم أعود الثالثة] (٦) ثم أعود الرابعة، فأقول: ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن، ووجب عليه الخلود.

هكذا ساق البخاري هذا الحديث ها هنا، وقد رواه مسلم، والنسائي من حديث هشام، وهو ابن أبي عبد اللّه الدستوائي، عن قتادة، به. وأخرجه مسلم، والنسائي، وابن ماجه من حديث سعيد، وهو ابن أبي عروبة، عن قتادة.

ووجه إيراده ها هنا، والمقصود منه قوله عليه (الصلاة و) (٧) السلام: فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس؛ خلقك اللّه بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء.

فدل هذا على أنه علمه أسماء جميع المخلوقات؛ ولهذا قال: ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ﴾ يعني: المسميات، كما قال عبد الرزاق (٨)، عن معمر، عن قتادة؛ قال: ثم عرض تلك الأسماء على الملائكة، ﴿فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.

وقال السدي في "تفسيره" (٩)، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس؛ وعن مرة، عن ابن مسعود؛ وعن ناس من الصحابة: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ ثم عرض الخلق على الملائكة.


(١) في (ن): "عن".
(٢) ساقط من (ج).
(٣) في (ن): "إلى".
(٤) ساقط من (ج).
(٥) في (ن): "فيأذن".
(٦) ساقط من (ن).
(٧) من (ز) و (ن)؛ وفي (ك): " ".
(٨) في "تفسيره" (١/ ٤٢، ٤٣)، ومن طريقه ابن جرير (٦٦٤)؛ وابن أبي حاتم (٣٤٤) قال: أخبرنا معمر، عن قتادة قال: علمه اسم كل شيء؛ هذا بحر، وهذا جبل، وهذا كذا، وهذا كذا؛ لكل شيء، ثم عرض تلك الأسماء على الملائكة. هذا لفظ عبد الرزاق، واختصره ابن جرير، وابن أبي حاتم. وسنده صحيح.
(٩) ومن طريقه ابن جرير (٦٦٢)؛ وأخرجه ابن أبي حاتم (٣٤٥)؛ عن السدي قوله. [وسنده ضعيف].