للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا أبو يوسف الحربي، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا حماد، حدثنا حميد الطويل، عن أنس أن رسول الله قال: "ألظُّوا بيا ذا الجلال والإكرام" (١). وكذا رواه الترمذي، عن محمود بن غيلان، عن مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة به، ثم قال: غلط المؤمل فيه، وهو غريب وليس بمحفوظ، وإنما يروى هذا عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن النبي (٢).

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن حسان المقدسي، عن ربيعة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: "ألظُّوا بذي الجلال والإكرام" (٣). ورواه النسائي من حديث عبد الله بن المبارك به (٤).

وقال الجوهري: ألظ فلان بفلان: إذا لزمه، وقول ابن مسعود: ألظُّوا بياذا الجلال والإكرام؛ أي: الزموا، يقال: الإلظاظ: هو الإلحاح.

(قلت): وكلاهما قريب من الآخر، والله أعلم، وهو المداومة واللزوم والإلحاح.

وفي صحيح مسلم والسنن الأربعة من حديث عبد الله بن الحارث، عن عائشة قالت: كان رسول الله إذا سلم لا يقعد يعني بعد الصلاة إلا بقدر ما يقول: "اللَّهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام" (٥).

آخر تفسير سورة الرحمن، ولله الحمد والمنة.


(١) أخرجه أبو يعلى بسنده ومتنه (المسند ٦/ ٤٤٥ ح ٣٧٣٣) وله شاهد يأتي يتقوى به.
(٢) السنن، الدعوات، باب ٩٩ (ح ٣٥٢٣) ويشهد له ما يلي.
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه. (المسند ٢٩/ ١٣٨ ح ١٧٥٩٦) وصحح سنده محققوه. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (ح ١٥٣٦).
(٤) السنن الكبرى، النعوت، باب ذو الجلال والإكرام (ح ٧٧١٦) وسنده صحيح.
(٥) صحيح مسلم، المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته (ح ٥٩١).