للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٨١)[آل عمران] قال ابن عباس: ما بعث الله نبيًا إلا أخذ عليه العهد لئن بعث محمد وهو حي ليتبعنه وأخذ عليه أن يأخذ على أُمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليتبعنه وينصرنه.

وقال محمد بن إسحاق: حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أصحاب رسول الله أنهم قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال: "دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بُصرى من أرض الشام" (١). وهذا إسناد جيد وروي له شواهد من وجوه أخر، فقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن سعيد بن سويد الكلبي، عن عبد الأعلى بن هلال السلمي، عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله : "إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأنبئكم بأول ذلك دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى بي ورؤيا أُمي التي رأت، وكذلك أُمهات النبيين يرين" (٢).

وقال أحمد أيضًا: حدثنا أبو النضر، حدثنا الفرج بن فضالة، حدثنا لقمان بن عامر قال: سمعت أبا أُمامة قال: قلت يا رسول الله ما كان بدء أمرك؟ قال: "دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت له قصور الشام" (٣).

وقال أحمد أيضًا: حدثنا حسن بن موسى، سمعت خُديجًا أخا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن مسعود قال: بعثنا رسول الله إلى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلًا منهم عبد الله بن مسعود وجعفر وعبد الله بن [عرفطة] (٤) وعثمان بن مظعون وأبو موسى، فأتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية، فلما دخلا على النجاشي سجدا له ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ثم قالا له: إن نفرًا من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا قال: فأين هم؟ قالا: هم في أرضك فابعث إليهم فبعث إليهم، فقال جعفر: أنا خطيبكم اليوم، فاتبعوه فسلم ولم يسجد فقالوا له: ما لك لا تسجد للملك. قال: إنا لا نسجد إلا لله ﷿ قال: وما ذاك؟ قال: إن الله بعث إلينا رسوله فأمرنا أن لا نسجد لأحد إلا لله ﷿ وأمرنا بالصلاة والزكاة.

قال عمرو بن العاص: فإنهم يخالفوك في عيسى ابن مريم، قال: ما تقولون في عيسى ابن مريم وأمه؟ قال: نقول كما قال الله ﷿: هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يسمها بشر ولم يعترضها ولد، قال: فرفع عودًا من الأرض ثم قال: يا معشر الحبشة والقسيسين


(١) ذكره ابن هشام (السيرة النبوية ١/ ١٠٧) وجود سنده الحافظ ابن كثير وساق له بعض الشواهد، وأخرجه الحاكم من طريق ابن إسحاق به، وصححه ووافقه الذهبي. (المستدرك ٢/ ٦٠٠).
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤/ ١٢٧) وفي سنده سعيد بن سويد ونقل الحافظ ابن حجر عن البخاري إنه لم يصح حديثه، أي هذا الحديث، وعن ابن حبان والحاكم أنهما صححاه. (تعجيل المنفعة ص ١٥٢). ويشهد ما يليه.
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٦/ ٥٩٥ ح ٢٢٢٦١) وقال محققوه: صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. اهـ. ولو قالوا: حسن لغيره لكان أحسن. وحسنه الهيثمي بالشواهد (مجمع الزوائد ٨/ ٢٢٥).
(٤) كذا في المسند، وفي الأصل (ح) و (حم): بياض.