للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عباس: حافظة (١)، سامعة (٢).

وقال قتادة: ﴿أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ عقلت عن الله فانتفعت بما سمعت من كتاب الله (٣).

وقال الضحاك: ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ سمعتها أذن ووعت (٤)؛ أي: من له سمع صحيح وعقل رجيح، وهذا عام في كل من فهم ووعى (٥).

وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا العباس بن الوليد بن صبيح الدمشقي، حدثنا زيد بن يحيى، حدثنا علي بن حوشب: سمعت مكحولًا يقول: لما نزل على رسول الله ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ قال رسول الله : "سألت ربي أن يجعلها أذن علي" (٦).

قال مكحول: فكان علي يقول: ما سمعت من رسول الله شيئًا قط فنسيته، وهكذا رواه ابن جرير، عن علي بن سهل، عن الوليد بن مسلم، عن علي بن حوشب، عن مكحول به، وهو حديث مرسل.

وقال ابن أبي حاتم أيضًا: حدثنا جعفر بن محمد بن عامر، حدثنا بشر بن آدم، حدثنا عبد الله بن الزبير أبو محمد يعني: والد أبي أحمد الزبيري، حدثني صالح بن الهيثم: سمعت بُريدة الأسلمي يقول: قال رسول الله لعلي: "إني أُمرت أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك، وأن تعي، وحُقَّ لك أن تعي" قال: فنزلت هذه الآية ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ (٧). ورواه ابن جرير، عن محمد بن خلف، عن بشر بن آدم به. ثم رواه ابن جرير من طريق آخر عن أبي داود الأعمى، عن بُريدة به، ولا يصح أيضًا.

﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١٥) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (١٦) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (١٧) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (١٨)﴾.

يقول تعالى مخبرًا عن أهوال يوم القيامة وأول ذلك نفخة الفزع ثم يعقبها نفخة الصعق حين يصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم بعدها نفخة القيام لرب العالمين والبعث والنشور وهي هذه النفخة، وقد أكدها ههنا بأنها واحدة لأن أمر الله لا يخالف ولا يمانع ولا يحتاج إلى تكرار ولا تأكيد (٨).


(١) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
(٢) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق عطية العوفي عن ابن عباس، ويتقوى بسابقه.
(٣) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
(٤) أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه إبهام شيخه.
(٥) سنده ضعيف لإرساله، ومتنه فيه نكارة.
(٦) أخرجه الطبري عن علي بن سهل به، وحكمه كسابقه.
(٧) سنده ضعيف لضعف أبي محمد عبد الله بن الزبير والد أبي أحمد الزبيري؛ (الجرح والتعديل ٥/ ٥٦؛ وميزان الاعتدال ٢/ ٤٢٢)، وأكد الحافظ ابن كثير على ذلك بقوله: لا يصح.
(٨) أخرجه الطبري عن محمد بن خلف عن بشر بن آدم به، وسنده كسابقه.