للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال العوفي، عن ابن عباس ﴿نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (١٦)﴾ الجلود والهام (١).

وقال مجاهد: ما دون العظم من اللحم (٢).

وقال سعيد بن جبير: للعصب والعقب.

وقال أبو صالح: ﴿نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (١٦)﴾ يعني: أطراف اليدين والرجلين، وقال أيضًا ﴿نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (١٦)﴾ لحم الساقين (٣).

وقال الحسن البصري وثابت البناني: ﴿نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (١٦)﴾ أي: مكارم وجهه.

وقال الحسن أيضًا: تحرق كل شيء فيه ويبقى فؤاده يصيح (٤).

وقال قتادة ﴿نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (١٦)﴾ أي: نزاعة لهامته ومكارم وجهه وخلقه وأطرافه (٥).

وقال الضحاك: تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئًا (٦).

وقال ابن زيد: "الشوى": الأراب العظام (٧)، فقوله: "نزاعة" قال: تقطع عظامهم ثم تبَّدل جلودهم وخلقهم.

وقوله تعالى: ﴿تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (١٨)﴾ أي: تدعو النار إليها أبناءها الذين خلقهم الله لها، وقدَّر لهم أنهم في الدار الدنيا يعملون عملها، فتدعوهم يوم القيامة بلسان طلق ذَلِق ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطير الحبّ، وذلك أنهم كما قال الله ﷿: كانوا ممن ﴿أَدْبَرَ وَتَوَلَّى﴾ أي: كذب بقلبه وترك العمل بجوارحه ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعَى (١٨)﴾ أي: جمع المال بعضه على بعض فأوعاه؛ أي: أوكاه ومنع حق الله منه من الواجب عليه في النفقات ومن إخراج الزكاة، وقد ورد في الحديث: "لا توعي فيوعي الله عليك" (٨).

وكان عبد الله بن عكيم لا يربط له كيسًا ويقول: سمعت الله يقول: ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعَى (١٨)﴾.

وقال الحسن البصري: يا ابن آدم سمعت وعيد الله ثم أوعيت الدنيا (٩).

وقال قتادة في قوله: ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعَى (١٨)﴾ قال: كان جموعًا [قمومًا] (١٠) [للخبيث] (١١).


(١) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق العوفي به، ويشهد له ما يليه.
(٢) أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي: ضعيف.
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح.
(٤) أخرجه الطبري بسند جيد من طريق قرة عن الحسن.
(٥) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
(٦) أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه إبهام شيخه.
(٧) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عن ابن زيد.
(٨) تقدم تخريجه في تفسير سورة الإسراء آية ٢٩.
(٩) أخرجه ابن سعد (الطبقات الكبرى ٦/ ١١٤)؛ والطبري كلاهما من طريق أبي قطن عن المسعودي عن الحكم عن عبد الله بن عكيم.
(١٠) كذا في (ح) و (حم) وفي الأصل بياض.
(١١) كذا في تفسير الطبري فقد أخرجه بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة. وفي الأصول الخطية صُحف إلى: "الحديث".