للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الخبر بهذا اللفظ، وهو مخالف لما تقدم من اللفظ في رواية أحمد والنسائي وابن أبي حاتم وما رواه هو أيضًا، والله أعلم. قال أبو العالية والربيع بن أنس وغيرهما: هي الصلاة منها شفع كالرباعية والثنائية، ومنها وتر كالمغرب فإنها ثلاث وهي وتر النهار، وكذلك صلاة الوتر في آخر التهجد من الليل (١).

وقد قال عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن عمران بن حصين ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣)﴾ قال: هي الصلاة المكتوبة منها شفع ومنها وتر (٢). وهذا منقطع وموقوف ولفظه خاص بالمكتوبة وقد روي متصلًا مرفوعًا إلى النبي ولفظه عام.

قال الإمام أحمد: حدثنا أبو داود هو الطيالسي، حدثنا همام، عن قتادة، عن عمران بن عصام أن شيخًا حدثه من أهل البصرة، عن عمران بن حصين أن رسول الله سئل عن الشفع والوتر فقال: "هي الصلاة بعضها شفع وبعضها وتر" (٣). هكذا وقع في المسند، وكذا رواه ابن جرير، عن بندار، عن عفان، وعن أبي كريب، عن عبيد الله بن موسى وكلاهما عن همام، وهو ابن يحيى، عن قتادة، عن عمران بن عصام، عن شيخ، عن عمران بن حصين، وكذا رواه أبو عيسى الترمذي، عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي وأبي داود، كلاهما عن همام، عن قتادة، عن عمران بن عصام، عن رجل من أهل البصرة، عن عمران بن حصين به، ثم قال: غريب لا نعرفه إلا من حديث قتادة، وقد رواه خالد بن قيس أيضًا عن قتادة، وقد روي عن عمران بن عصام، عن عمران نفسه (٤). والله أعلم.

قلت: ورواه ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا همام، عن قتادة، عن عمران بن عصام الضبعي شيخ من أهل البصرة، عن عمران بن حصين، عن النبي ، فذكره، هكذا رأيته في تفسيره فجعل الشيخ البصري هو: عمران بن عصام. وهكذا رواه ابن جرير: أخبرنا نصر بن علي، حدثني أبي، حدثني خالد بن قيس، عن قتادة، عن عمران بن عصام، عن عمران بن حصين، عن النبي في الشفع والوتر قال: "هي الصلاة منها شفع ومنها وتر" (٥). فأسقط ذكر الشيخ المبهم، وتفرد به عمران بن عصام الضبعي أبو عمارة البصري إمام مسجد بني ضبيعة. وهو والد أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي، روى عنه قتادة وابنه أبو جمرة والمثنى بن سعيد وأبو التياح يزيد بن حميد، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وذكره خليفة بن خياط في التابعين من أهل البصرة، وكان شريفًا نبيلًا حظيًا عند الحجاج بن


(١) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم، كما في الدر المنثور، بسند جيد من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس.
(٢) سنده ضعيف لأن قتادة لم يسمع من عمران بن الحصين .
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤/ ٤٣٧) وسنده ضعيف لإبهام الراوي البصري عن عمران بن الحصين.
(٤) أخرجه الطبري والترمذي بالسند المذكور. (السنن، التفسير، باب ومن سورة الفجر ح ٣٣٤٢)، وسنده ضعيف كسابقه.
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وقد أشار الحافظ ابن كثير إلى تفرد عمران بن عصام الضبعي به.