للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد رواه البخاري، ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن سعيد بن مرجانة به، وعند مسلم أن هذا الغلام الذي أعتقه علي بن الحسين زين العابدين كان قد أعطي فيه عشرة آلاف درهم (١). وقال قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي نجيح قال: سمعت رسول الله يقول: "أيّما مسلم أعتق رجلًا مسلمًا فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامه عظمًا من عظامه محررًا من النار، وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامها عظمًا من عظامها من النار" رواه ابن جرير (٢) هكذا، وأبو نجيح هذا هو عمر بن عبسة السلمي .

قال الإمام أحمد: حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية، حدثني بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عمرو بن عبسة أنه حدثهم أن النبي قال: "من بنى مسجدًا ليذكر الله فيه بنى الله له بيتًا في الجنة. ومن أعتق نفسًا مسلمة كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة" (٣).

طريق أخرى: قال أحمد: حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا جرير، عن سليم بن عامر، أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة: حدثنا حديثًا ليس فيه تزيد ولا نسيان. قال عمرو: سمعت رسول الله يقول: "من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار عضوًا بعضو، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة، ومن رمى بسهم فبلغ فأصاب أو أخطأ كان كمعتق رقبة من بني إسماعيل" (٤). وروى أبو داود والنسائي بعضه (٥).

طريق أخرى: قال أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الفرج، حدثنا لقمان، عن أبي أُمامة، عن عمرو بن عبسة، قال السلمي: قلت له: حدثنا حديثًا سمعته من رسول الله ليس فيه انتقاص ولا وهم، قال: سمعته يقول: "من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله بلغ به العدو أصاب أو أخطأ كان له عتق رقبة، ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوًا منه من النار، ومن أنفق زوجين في سبيل الله فإن للجنة ثمانية أبواب يدخله الله من أي باب شاء منها" (٦). وهذه أسانيد جيدة قوية، ولله الحمد.


(١) صحيح البخاري، العتق، باب العتق وفضله (ح ٢٥١٧)؛ وصحيح مسلم، العتق، باب فضل العتق (ح ١٥٠٩).
(٢) أخرجه الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به، وسنده صحيح، ويشهد له سابقه.
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه قال محققوه: حديث صحيح دون قوله: "من بنى لله مسجدًا … " فصحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف فيه بقية، وهو ابن الوليد، يدلس تدليس التسوية وقد عنعن، وباقي رجال الإسناد ثقات. (المسند ٣٢/ ١٨٧ ح ١٩٤٤٠) لكن بقية صرح بالسماع، فالإسناد حسن، ويكون بالشواهد صحيحًا لغيره.
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤/ ١١٣) وسنده صحيح، ويشهد له سابقه ولاحقه.
(٥) أخرجه أبو داود من طريق سليم بن عامر به مختصرًا. السنن، العتق، باب أي الرقاب أفضل (ح ٣٩٦٦)؛ وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ٣٣٥٦)؛ وأخرجه النسائي في السنن الكبرى، العتق، باب فضل العتق (ح ٤٨٧٤).
(٦) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، قال محققوه: حديث صحيح دون قوله: "من وُلد له … " و"ومن انفق =