للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال من فسرها بالإبل: هو الدفع صبحًا من المزدلفة إلى مِنَى.

وقالوا كلهم في قوله: ﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤)﴾ هو: المكان الذي إذا حلَّت فيه أثارت به الغبار، إما في حج أو غزو.

وقوله: ﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥)﴾ قال العَوفي، عن ابن عباس، وعطاء، وعكرمة، وقتادة، والضحاك: يعني جَمع الكفار من العدو (١).

ويحتمل أن يكون: فوسطن بذلك المكان جَميعُهُن، ويكون ﴿جَمْعًا﴾ منصوبًا على الحال المؤكدة.

وقد روى أبو بكر البزار هاهنا حديثًا غريبًا جدًّا فقال: حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا حفص بن جُمَيع، حدثنا سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: بعث رسول الله خيلًا فأشهرت شهرًا لا يأتيه منها خبر، فنزلت ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١)﴾ ضبحت بأرجلها، ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (٢)﴾ قدحت بحوافرها الحجارة فأورت نارًا ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (٣)﴾ صَبَّحت القوم بغارة، ﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤)﴾ أثارت بحوافرها التراب، ﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥)﴾ قال: صبحت القوم جميعًا (٢).

وقوله: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦)﴾ هذا هو المقسم عليه، بمعنى: أنه لنعم ربه لجحود كفور.

قال ابن عباس، ومجاهد وإبراهيم النَّخعِي، وأبو الجوزاء، وأبو العالية، وأبو الضحى، وسعيد بن جبير، ومحمد بن قيس، والضحاك، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس، وابن زيد: الكنود: الكفور (٣).

قال الحسن: هو الذي يعد المصائب، وينسى نعم ربه (٤).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله : ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦)﴾ قال: "الكفور الذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده" (٥).


= طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد؛ وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق أبي رجاء عن عكرمة؛ وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة.
(١) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق عطية العوفي عن ابن عباس، ويتقوى بالآثار التالية، فقد أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق أبي رجاء عن عكرمة؛ وأخرجه الطبري وآدم بن أبي إياس بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد؛ وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة.
(٢) أخرجه البزار بسنده ومتنه. وأعله الحافظ ابن حجر بحفص بن جميع. (مختصر زوائد مسند البزار ٢/ ١٢٠ ح ١٥٣٦)، وكذا أعله الهيثمي. (مجمع الزوائد ٧/ ١٤٢).
(٣) أخرجه الطبري بسندين عن ابن عباس يقوي أحدهما الآخر؛ وأخرجه آدم والطبري بسند صحيح من طريق منصور عن مجاهد؛ وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن الحسن؛ وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح من طريق ابن وهب عن ابن زيد.
(٤) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق شعيب بن الحبحاب عن الحسن.
(٥) سنده ضعيف جدًّا لأن جعفر بن الزبير متروك كما قرر الحافظ ابن كثير.