للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا رواه الحافظ أبو يعلى بن شيبان بن فَرُّوخ، عن عكرمة بن إبراهيم، به. ثم رواه عن أبي الربيع، [عن جابر] (١)، عن عاصم، عن مصعب، عن أبيه موقوفًا. وهذا أصح إسنادًا، وقد ضعف البيهقي رفعه، وصحح وقفه، وكذلك الحاكم (٢).

وقوله: ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)﴾ أي: لا أحسنوا عبادة ربهم، ولا أحسنوا إلى خلقه حتى ولا بإعارة ما ينتفع به ويستعان به، مع بقاء عينه ورجوعه إليهم. فهؤلاء لمنع الزكاة وأنواع القُرُبات أولى وأولى. وقد قال ابن أبي نَجيح، عن مجاهد: قال علي: الماعون: الزكاة (٣). وكذا رواه السدي، عن أبي صالح، عن علي (٤). وكذا روي من غير وجه عن ابن عمر. وبه يقول محمد ابن الحنفية، وسعيد بن جبير، وعِكْرِمة، ومجاهد، وعطاء، وعطية العوفي، والزهري، والحسن، وقتادة، والضحاك، وابن زيد (٥).

وقال الحسن البصري: إن صلى راءى، وإن فاتته لم يأس عليها، ويمنع زكاة ماله (٦). وفي لفظ: "صدقة ماله".

وقال زيد بن أسلم: هم المنافقون، ظهرت الصلاة فصلوها، وضَمَنت الزكاة فمنعوها (٧).

وقال الأعمش وشعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار: أن أبا العبيدين سأل عبد الله بن مسعود عن الماعون، فقال: هو ما يتعاوره الناس بينهم من الفأس، والقدر، والدلو (٨).

[وقال المسعودي، عن سلمة بن كُهَيْل، عن أبي العُبَيدين: أنه سأل ابنُ مسعود عن الماعون، فقال: هو ما يتعاطاه الناس بينهم، من الفأس والقدر] (٩)، والدلو، وأشباه ذلك (١٠).

وقال ابن جرير: حدثني محمد بن عبيد المحاربي، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي العُبَيدين وسعد بن عياض، عن عبد الله قال: كنا أصحاب رسول الله نتحدث أن الماعون الدلوُ، والفأس، والقدر، لا يستغنى عنهن (١١).

وحدثنا خلاد بن أسلم، أخبرنا النضر بن شُمَيْل، أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت سعدَ بن عياض يحدث عن أصحاب النبي مثله (١٢).


(١) زيادة من (ح)، وفي مسند أبي يعلى باسم: حماد.
(٢) مسند أبي يعلى ٢/ ٦٣ ح ٧٠٤؛ والسنن الكبرى للبيهقي ٢/ ٢١٤.
(٣) أخرجه الطبري والحاكم من طريق ابن أبي نجيح به، وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله: منقطع. (المستدرك ٢/ ٥٣٦) وهو كما قال لأن مجاهدًا لم يسمع من علي ويتقوى بالآثار التي تليه.
(٤) أخرجه الطبري من طريق السدي به، وسنده ضعيف كسابقه.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح من طريق معمر عن الزهري. (المصنف ٣/ ٩٤). وأخرجه الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضًا عن ابن عمر وسعيد بن جبير وقتادة والحسن وابن الحنفية وابن زيد والضحاك.
(٦) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق مبارك -وهو ابن فضالة- عن الحسن.
(٧) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم.
(٨) أخرجه الطبري عن الأعمش وشعبة به، وسنده حسن.
(٩) زيادة من (ح).
(١٠) أخرجه الطبري من طريق المسعودي به، وسنده حسن.
(١١) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده صحيح.
(١٢) يشهد له سابقه ولاحقه.