للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسروق، عن عائشة، عن النبي (١).

ثم قال البخاري: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هُشَيم، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس أنه قال في الكوثر: هو الخير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن ناسًا يَزْعُمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه (٢).

ورواه أيضًا من حديث هُشَيم، عن أبي بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: الكوثر: الخير الكثير (٣).

[وقال الثوري، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: الكوثر الخير الكثير] (٤) (٥).

وهذا التفسير يعمُّ النهر وغيره؛ لأن الكوثر من الكثرة، وهو الخير الكثير، ومن ذلك النهر كما قال ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، ومحارب بن دِثَار، والحسن بن أبي الحسن البصري (٦). حتى قال مجاهد: هو الخير الكثير في الدنيا والآخرة (٧).

وقال عكرمة: هو النبوة والقرآن، ثواب الآخرة (٨).

وقد صحَّ عن ابن عباس أنه فسره بالنهر أيضًا، فقال ابن جرير:

حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا عمر بن عبيد، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: الكوثر: نهر في الجنة، حافتاه ذهب وفضة، يجري على الياقوت والدر، ماؤه أبيض من الثلج وأحلى من العسل (٩).

وروى العوفي، عن ابن عباس، نحو ذلك (١٠).

وقال ابن جرير: حدثني يعقوب، حدثنا هُشَيم، أخبرنا عطاء بن السائب، عن محارب بن


(١) ذكره السهيلي. (الروض الأنف ١/ ٢٤١) والحديث فيه غرابة.
(٢) أخرجه البخاري بسنده ومتنه. (صحيح البخاري، التفسير، باب سورة الكوثر ح ٤٩٦٦).
(٣) أخرجه البخاري عن عمرو بن محمد عن هشيم به. (الصحيح، الرقاق، باب في الحوض ٦٥٧٨).
(٤) أخرجه الطبري من طريق الثوري به، وسنده حسن ويرتقي بسابقه إلى صحيح لغيره.
(٥) زيادة من (حم).
(٦) قول ابن عباس تقدم وقول عكرمة أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق عمارة بن أبي حفصة عنه، وأما قول سعيد بن جبير فقد أخرجه الطبرى بسند صحيح من طريق أبي بشر عنه، وأما قول مجاهد فقد أخرجه آدم بن أبي إياس والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عنه.
(٧) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق فيه ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف وهذه الرواية تخالف الرواية الصحيحة السابقة عن مجاهد.
(٨) أخرجه هناد (الزهد رقم ١٤٢)، وابن أبي شيبة. (المصنف ١١/ ٥٠٨)، والطبري كلهم بسند صحيح من طريق بدر بن عثمان عن عكرمة.
(٩) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وصححه الحافظ ابن كثير.
(١٠) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق العوفي به ولكنه يتقوى بالمتابعات في الرواية السابقة التي صححها الحافظ ابن كثير.