للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن عباس -أيضًا-، وعكرمة: نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من كفار قريش (١).

وقال البزار: حدثنا زياد بن يحيى الحَسَّاني، حدثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قدم كعب بن الأشرف مكة فقالت له قريش: أنت سيدهم ألا ترى إلى هذا المُصَنْبر المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السدانة وأهل السقاية؟ فقال: أنتم خير منه. قال: فنزلت: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)(٢).

هكذا رواه [البزار] (٣)، وهو إسناد صحيح.

وقال عطاء: نزلت في أبي لهب (٤)، وذلك حين مات ابن رسول الله فذهب أبو لهب إلى المشركين وقال: بُتِرَ محمد الليلة. فأنزل الله في ذلك: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)﴾.

وعن ابن عباس: نزلت في أبي جهل وعنه: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ﴾ يعني: عدوك (٥). وهذا يَعُمُّ جميع من اتصف بذلك ممن ذكر وغيرهم.

وقال عكرمة: ﴿الْأَبْتَرُ﴾: الفرد. وقال السُّدِّي: كانوا إذا مات ذكورُ الرجل قالوا: بُتر. فلما مات أبناء رسول الله قالوا: بُتر محمد. فأنزل الله: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)﴾.

وهذا يرجع إلى ما قلناه من أن الأبتر الذي مات انقطع ذكره، فتوهموا لجهلهم أنه إذا مات بنوه ينقطع ذكره، وحاشا [وكلا] (٦)، بل قد أبقى الله ذكره على رؤوس الأشهاد، وأوجب شرعه على رقاب العباد، مستمرًّا على دوام الآباد، إلى يوم الحشر والمعاد، صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم التناد.

آخر تفسير سورة ﴿الْكَوْثَرَ﴾، ولله الحمد والمنة.


(١) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق داود عن عكرمة عن ابن عباس.
(٢) أخرجه البزار بسنده ومتنه. (مختصر زوائد مسند البزار ٢/ ١٢١ ح ١٥٣٨)، وصحح سنده الحافظ ابن كثير وضعفه الحافظ ابن حجر.
(٣) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صُحف إلى: الترمذي.
(٤) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم عن عطاء.
(٥) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٦) كذا في (حم)، وفي الأصل صُحف إلى: ولما.