للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وروى عُبيد بن إسحاق العطار، عن قيس بن الربيع، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: قالت قريش لرسول الله : أنسب لنا ربك، فنزلت هذه السورة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)(١).

قال الطبراني: رواه الفريابي وغيره، عن قيس، عن أبي عاصم، عن أبي وائل، مرسلًا (٢). ثم رَوَى الطبراني من حديث عبد الرحمن بن عثمان الطائفي، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، عن أبي هُرَيرة قال: قال رسول الله : "لكل شيء نسبة، ونسبة الله ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ " (٣).

حديث آخر في فضلها: قال البخاري: حدثنا محمد -هو الذُّهليّ- حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو، عن ابن أبي هلال: أن أبا الرجال مُحمد بن عبد الرحمن حَدثه، عن أُمه عَمْرَةَ بنت عبد الرحمن -وكانت في حِجْر عائشة زوج النبي - عن عائشة: أن النبي بعث رجلًا على سَريَّة، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ، فقال: "سلوه: لأيّ شيء يصنع ذلك؟ ". فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي : "أخبروه أن الله تعالى يحبه" (٤).

هكذا رواه في كتاب "التوحيد". ومنهم من يسقط ذكر "محمد الذّهلي". ويجعله من روايته عن أحمد بن صالح. وقد رواه مسلم والنسائي أيضًا من حديث عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، به (٥).

حديث آخر: قال البخاري في كتاب الصلاة: "وقال عُبَيد الله، عن ثابت، عن أنس قال: كان رجل من الأنصار يَؤمّهم في مسجد قُبَاء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به، افتتح بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ حتى يَفرُغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة. فكلَّمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تُجزئُك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتَقرأ بأخرى. فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم. وكانوا يَرَونَ أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يَؤمهم غيره". فلما أتاهم النبي أخبروه الخبر، فقال: "يا فلان، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك؟ وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ ". قال: إني أحبها. قال: "حُبك إياها أدخلك الجنة" (٦).


(١) يشهد له ما سبق.
(٢) سنده ضعيف لأنه مرسل، ويتقوى برواية أُبي بن كعب.
(٣) سنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن عثمان (التقريب ص ٣٤٦).
(٤) أخرجه البخاري بسنده ومتنه. (الصحيح، التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي أُمته إلى توحيد الله تعالى ح ٧٣٧٥).
(٥) صحيح مسلم، صلاة المسافرين، باب فضل قراءة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ [الإخلاص] (ح ٨١٣)؛ وسنن النسائي، الإفتتاح، باب الفضل في قراءة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ ٢/ ١٧٠.
(٦) أخرجه البخاري بسنده ومتنه (الصحيح، الأذان، باب الجمع بين السورتين في الركعة ح ٧٧٤). وقد وصله الترمذي والإمام أحمد كما يلي.