للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحسن (١)، وقتادة (٢): ﴿وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ بعدهم، فيتقون نقمة الله، ويحذرونها.

وقال السدي (٣)، وعطية العوفي (٤): ﴿وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ قال: أمة محمد .

قلت: المراد بالموعظة ها هنا الزاجر؛ أي: جعلنا ما أحللنا بهؤلاء من البأس والنكال في مقابلة ما ارتكبوه من محارم الله، وما تحيلوا به من الحيل؛ فليحذر المتقون صنيعهم، لئلا يصيبهم ما أصابهم؛ كما قال الإمام (٥) أبو عبد الله بن بطة: حدثنا أحمد بن محمد بن (سلم) (٦)، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن (عمرو) (٧) (عن أبي سلمة) (٨)، عن أبي هريرة - أن رسول الله قال: "لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل".

وهذا إسناد جيد (٩). وأحمد بن محمد بن سلم هذا وثقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي، وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح. والله أعلم.

﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٦٧)﴾.

يقول تعالى: واذكروا يا بني إسرائيل نعمتي عليكم في خرق العادة لكم في شأن البقرة، وبيان القاتل من هو بسببها، وإحياء الله المقتول ونصه على من قتله منهم.

[مسألة:

الإبل تنحر، والغنم تذبح، [واختلفوا في البقر؛ فقيل: تذبح، وقيل: تنحر، والذبح] (١٠) أولى لنص القرآن، ولقرب منحرها من مذبحها] (١١).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٦٩١) وسنده ضعيف تقدم تحقيقه عند الآية (٦٣).
(٢) أخرجه عبد الرزاق (١/ ٤٨)؛ وعنه ابن جرير (١١٦٨) نا معمر، عن قتادة. وأخرجه ابن جرير (١١٦٧) من طريق آخر عن قتادة. وكلاهما صحيح.
(٣) أخرجه ابن جرير (١١٦٩)؛ وابن أبي حاتم (٦٩٣). [وسنده حسن].
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٦٩٢) بسند لا بأس به.
(٥) في "كتاب إبطال الحيل" (ص ٢٤).
وقال ابن تيمية في "الفتاوى" (٢٩/ ٢٩): "إسناده حسن" وكذلك قال ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" (٥/ ١٠٣) وزاد: "وإسناده مما يصححه الترمذي". وحسنه أيضًا السخاوي في "الفتاوى الحديثية" (ص ٢٣٦) وقال ابن القيم أيضًا في "إغاثة اللهفان" (١/ ٥١٣): "وهذا إسناد جيد".
(٦) كذا في (ج) و (ع) و (ى). ووقع في (ز) و (ض) و (ك) و (ل) و (ن): "مسلم" وكذلك وقع في "الإبانة" (١/ ٢٨١) للمصنف ولكن الكتاب ملآن بالتصحيفات ولم أجد له ترجمة. والله أعلم.
(٧) في (ن): "عمر" بدون "واو" وهو خطأ.
(٨) ساقط من (ز) و (ض).
(٩) كذا قال المصنف ، وتبع فيه شيخه ابن تيمية لكنه زاد فيه ما يتعقب به. قال ابن تيمية في "إبطال الحيل" (ص ٣٥): "هذا إسناد جيد يصحح مثله الترمذي وغيره تارةً ويحسنه تارةً، ومحمد بن أحمد بن سلم المذكور مشهور ثقة ذكره الخطيب في "تاريخه" كذلك، وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج إلى وصفهم".
(١٠) ساقط من (ج).
(١١) من (ج) و (ل) و (ع) و (ى).