للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سهل بن حنيف، ونافع، وعبد الله بن كعب بن مالك. وروى عنه ابنه عبد السلام، وبكر بن مضر، وزهير بن محمد، وسعيد بن سلمة، وعبد الله بن لهيعة، وعمرو بن الحارث، ويحيى بن أيوب، وروى له أبو داود وابن ماجه. وذكره ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل"، ولم يحك فيه شيئًا من هذا ولا هذا، فهو مستور الحال. وقد تفرد به عن نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر ، عن النبي .

وروى له متابع من وجه آخر، عن نافع؛ كما قال ابن مردويه: حدثنا دعلج بن أحمد؛ حدثنا هشام (بن علي بن هشام) (١)، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد بن سلمة، حدثنا موسى بن سرجس، عن نافع، عن ابن عمر، سمع النبي يقول … فذكره بطوله.

وقال أبو جعفر (٢) ابن جرير (٣): حدثنا القاسم، أخبرنا الحسين - وهو سنيد بن داود "صاحب التفسير"، أخبرنا الفرج بن فضالة، عن معاوية بن صالح، عن نافع؛ قال: سافرت مع ابن عمر، فلما كان من آخر الليل قال: يا نافع، انظر: طلعت الحمراء؟ قلت: لا، مرتين أو ثلاثًا. ثم قلت: قد طلعت. قال: لا مرحبًا بها ولا أهلًا. قلت: سبحان الله! نجم مسخر سامع مطيع! قال: ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله . أو قال: قال لي رسول الله : إن الملائكة قالت: يا رب!، كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب؟ قال: إني ابتليتهم وعافيتكم. قالوا: لو كنا مكانهم ما عصيناك. قال: فاختاروا ملكين منكم. قال: فلم يألوا جهدًا أن يختاروا، فاختاروا هاروت وماروت.

وهذان أيضًا غريبان جدًّا. وأقرب (ما في) (٤) هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر، عن كعب الأحبار، لا عن النبي ، كما قال عبد الرزاق في "تفسيره" (٥)، عن الثوري، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب الأحبار؛ قال: ذكرت الملائكة أعمال بني آدم، وما يأتون من الذنوب، فقيل لهم: اختاروا منكم اثنين، فاختاروا هاروت وماروت؛ فقال لهما: إني أرسل إلى بني آدم رسلًا، وليس بيني وبينكم رسول، انزلا لا تشركا بي شيئًا، ولا تزنيا، ولا تشربا الخمر، قال كعب: فوالله ما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه حتى استكملا جميع ما نهيا عنه.

رواه ابن جرير من طريقين؛ عن عبد الرزاق، به.

ورواه ابن أبي حاتم، عن أحمد بن عصام، عن مؤمل، عن سفيان الثوري، به.


(١) ساقط من (ز) و (ض).
(٢) في "تفسيره" رقم (١٦٨٨)؛ وأخرجه الخطيب في "تاريخه" (٨/ ٤٢، ٤٣) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ١٨٦، ١٨٧) من طريق عبد الكريم بن الهيثم قال: حدثنا سنيد بن داود، قال: حدثنا فرج بن فضالة بسنده سواء. قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح". وقال شيخنا الألباني في "الضعيفة" (٩١٢): "باطل مرفوعًا … ثم قال: وآفته الفرج بن فضالة أو الراوي عنه: سنيد، فإنهما ضعيفان".
(*) قلت: سنيد أحسن حالًا، وهو صدوق متماسك.
(٣) من (ن).
(٤) في (ن): "ما يكون في".
(٥) (١/ ٥٣) وقد مضى تخريجه منذ قليل.