للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منصور، حدثنا عبد الله بن جعفر (المخرمي) (١)، عن عثمان بن محمد بن المغيرة الأخنسي، عن (سعيد) (٢) المقبري، عن أبي هريرة () (٣)، عن النبي ؛ قال: "ما بين المشرق والمغرب قبلة"؛ ثم قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

وحكى عن البخاري أنه قال: "هذا أقوى من حديث أبي معشر وأصح".

قال الترمذي: "وقد روى عن غير واحد من الصحابة: "ما بين المشرق والمغرب قبلة منهم: عمر بن الخطاب (٤)، وعلي (٥)، وابن عباس (٦) أجمعين) (٧) ".

وقال ابن عمر (٨): "إذا جعلت المغرب عن يمينك والمشرق عن يسارك فما بينهما قبلة إذا استقبلت القبلة".

ثم قال ابن مردويه: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الرحمن، حدثنا يعقوب بن يوسف مولى بني


(١) في (ن): "المخزومي" وهو خطأ. قال الترمذي: "وإنما قيل: عبد الله بن جعفر "المخرمي"؛ لأنه من ولد "المسور بن مخرمة".
(٢) في (ن): "أبي سعيد"؛ وفي (ك): "شعبة"! وكلاهما خطأ، وهو سعيد بن أبي سعيد المقبري.
(٣) من (ن).
(٤) أما أثر عمر بن الخطاب فصحيح.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٦١، ٣٦٢) قال: حدثنا أبو أسامة وعبد الرزاق (ج ٢/ رقم ٣٦٣٣) عن الثوري؛ والبيهقي (٢/ ٩) من طريق يحيى بن سعيد القطان قالوا: ثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. وهذا سند صحيح وعبيد الله بن عمر من نجوم أصحاب نافع. وتابعه نافع بن أبي نعيم فرواه عن نافع بسنده سواء وزاد: "إذا توجهت قبل البيت"؛ أخرجه البيهقي (٢/ ٩) من طريق خالد بن مخلد، ثنا نافع بن أبي نعيم. وهذا متابعة جيدة. وتابعه أيضًا عبد الله العمري، عن نافع بسنده سواء، أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٦٢) قال: حدثنا وكيع نا العمري. والعمري ضعيف لكنه متابع. وقد أشار البيهقي إلى أن آخرين رووه عن نافع هكذا.
ولكن خالفهم مالك فرواه في "الموطأ (١/ ١٩٦/ ٨) عن نافع أن عمر بن الخطاب وذكره مثل لفظ نافع بن أبي نعيم. وتابعه أيوب السختياني فرواه عن نافع قال: قال عمر بن الخطاب … أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٦٢) قال: حدثنا ابن علية، عن أيوب. وهذا منقطع بين نافع وعمر بن الخطاب والرواية الموصولة صحيحة. والله أعلم.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٦٢) قال: حدثنا وكيع قال: نا إسرائيل، عن عبد الأعلى عن عامر الشعبي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب قال: ما بين المشرق والمغرب قبلة.
(*) قلت: وكذا وقع في "المصنف": "عبد الأعلى عن عامر الشعبي" وهو عندي خطأ محض، وصوابه: "عبد الأعلى بن عامر الثعلبي" وهو يروى عن أبي عبد الرحمن السلمي واسمه: عبد الله بن حبيب. وسند هذا الأثر ضعيف لضعف عبد الأعلى.
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا وفي سنده عبد الأعلى بن عامر الثعلبي.
(٧) من (ن).
(٨) أخرجه الترمذي (٢/ ١٧٤) معلقًا ووصله ابن أبي شيبة (٢/ ٣٦٢) قال: حدثنا وكيع، نا المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن عمر وهذا سند جيد والمسعودي اسمه: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة كان اختلط. ولكن سماع وكيع منه قديم فإنه سمع منه بالكوفة كما قال أحمد وغيره. وقد خالفه حجاج بن أرطاة فرواه عن القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو. ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (٣٣٢) من طريق حماد بن سلمة عن حجاج. وسأل أباه عنه فرجح رواية المسعودي وأن الأثر عن "ابن عمر" لا عن "ابن عمرو".