للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ قال الله لإبراهيم: إني مبتليك بأمر فما هو؟ قال: تجعلني للناس إمامًا. قال: نعم. قال: ومن ذريتي؟ ﴿قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ قال: تجعل البيت مثابةً للناس؟ قال: نعم. قال: وأمنًا. قال: نعم. قال: وتجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك؟ قال: نعم. قال: وترزق أهله من الثمرات من آمن منهم باللّه؟ قال: نعم.

قال ابن أبي نجيح: سمعته عن عكرمة، فعرضته على مجاهد، فلم ينكره.

وهكذا رواه ابن جرير (١) من غير وجه، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.

وقال سفيان الثوري (٢)، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ قال: ابتلى بالآيات التي بعدها: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾.

وقال أبو جعفر الرازي (٣)، عن الربيع بن أنس: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ (فَأَتَمَّهُنَّ) (٤)﴾ قال: الكلمات: ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ وقوله: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا﴾ [البقرة: ١٢٥] وقوله: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ وقوله: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ﴾ الآية، وقوله: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾ الآية، قال: فذلك كله من الكلمات التي ابتُلي بهن إبراهيم.

وقال السدي (٥): الكلمات التي ابتُلي بهن إبراهيم ربه: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ﴾ [البقرة: ١٢٧، ١٢٨] ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ) (٦)[البقرة: ١٢٩].

[وقال القرطبي (٧): وفي "الموطأ" (٨) وغيره، عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: إبراهيم ، أول من اختتن وأول من ضاف الضيف، وأول من استحد، وأول من قلم أظفاره، وأول من قص الشارب، وأول من شاب فلما رأى الشيب، قال: ما هذا؟ قال: وقار، قال: يا رب، زدني وقارًا] (٩).


(١) أخرجه ابن جرير (١٩١٧) من طريق عيسى بن ميمون الحرشي و (١٩١٨، ١٩١٩) من طريق شبل بن عباد المكي [وسنده صحيح] و (١٩٢٠) من طريق ابن جريج. كلهم عن مجاهد بن جبر بسنده سواء.
(٢) أخرجه ابن جرير (١٩٢١) قال: حَدَّثَنَا سفيان بن وكيع، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١١/ ٥٢١) قالا: حَدَّثَنَا وكيع بن الجراح، عن سفيان الثوري بهذا الإسناد. وسنده صحيح.
(٣) أخرجه ابن جرير (١٩٢٢) قال: حدثت عن عمار، ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه فذكره وضعفه ظاهر. [ولكن معناه صحيح، ويشهد له سابقه].
(٤) من (ك).
(٥) أخرجه ابن جرير (١٩٣٧). [وسنده حسن].
(٦) في (ك).
(٧) في "تفسيره" (٢/ ٩٨).
(٨) في "كتاب صفة النَّبِيّ " (٢/ ٩٢٢/ ٤) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (٦/ ١٩٩)؛ وأخرجه ابن أبي شيبة (١١/ ٥٢٢) قال: حَدَّثَنَا ابن نمير وابن عساكر (٦/ ١٩٩) من طريق جعفر بن عون كلاهما، عن يحيى بن سعيد به.
وأخرجه ابن عساكر (٦/ ٢٠٠) من طريق عكرمة بن إبراهيم عن يحيى بن سعيد وسنده صحيح عن سعيد بن المسيب.
(٩) ساقط من (ز) و (ض) و (ى).