للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كما صرَّحَ بِذلكَ ابنُ عبَّاسٍ فيما (١) قال ابنُ جريرٍ (٢): حدَّثَنَا (محمدُ) (٣) بنُ بَشَّارٍ، حدّثنا مُؤَمَّلٌ، حدّثنا سُفَيانُ، عن أبي الزِّنِادِ؛ قال: قال ابنُ عبَّاسٍ: التَّفسيرُ على أربعةِ أوجهٍ: وجهٌ تعرفُهُ العربُ من كلامِهَا، وتفسيرٌ لا يُعْذرُ أحدٌ بِجَهَالتِهِ، وتفسيرٌ يعلمُهُ العلماءُ، وتفسيرٌ (لا يعلمُهُ) (٤) إلَّا اللهُ.

وقال ابنُ جَريرٍ (٥): وقد رُوى نحوُهُ في حديثٍ في إسْنَادِهِ نظرٌ؛ حدَّثني (يونسُ) (٦) بنُ عبدِ الأعلى الصَّدفيُّ، أنبأنا ابنُ وهب (قال) (٧): سمِعتُ عمرو بنَ الحارثِ يحدِّث عن الكَلْبي، عن أبي صالح (مولى أم هانئ) (٨) عن ابنِ عبَّاسٍ -أنَّ رسول الله قال: "أُنزِلَ القُرآنُ على أَرْبَعَةِ أحرُفٍ: حلالٌ وحرامٌ لا يُعْذَر أحدٌ بالجهالة بِهِ، وتفسيرٌ: تفسِّرُهُ العربُ، وتفسيرٌ تفسِّرُهُ العلماءُ، ومتشابِهُ لا يعلمُهُ إلّا الله ﷿، وَمَنِ ادَّعى علمَهُ سوى الله فهو كاذبٌ".

والنَّظَرُ الذي أشارَ إليه في إسنادِهِ هو من جِهَةِ محمَّدِ بنِ السَّائِبِ الكَلْبِيِّ، فإنَّه متروكُ الحديثِ، لكن قد يكونُ إنَّما وَهِمَ في رَفعِهِ؛ ولعلَّه من كلامِ ابنِ عبَّاسٍ كما تقدَّمَ. والله أعلمُ.


(١) من أول هنا: بداية النسخة (هـ).
(٢) في "تفسيره" (٧١) وسنده ضعيف لانقطاعه، فإن أبا الزناد لم يسمع من ابن عباس فقد قال أبو حاتم الرازي، كما في "المراسيل": (١١١): "أبو الزناد لم ير ابن عمر" وكلاهما مدني، فأولى أن لا يرى ابن عباس، وذلك لأن ابن عمر مات سنة (٧٣) ومات ابن عباس بالطائف سنة (٦٨). وقال البخاري: "أبو الزناد لم يسمع من أنس" ومات أنس سنة (٩٢) أو بعدها بسنة، فأولى أن لا يسمع من ابن عباس، والله أعلم.
(٣) ساقط من (هـ).
(٤) في (ن): "يعلمه أحد".
(٥) في "تفسيره" (٧٢)، وأخرجه ابن المنذر، وأبو نصر السجزي، وابن الأنباري في "الوقف"، كما في "الكنز" (٢/ ٥٥)، وإسناده ساقط، ومحمد بن السائب تالف.
(٦) في (ى): "يوسف"! وهو خطأ ظاهر.
(٧) زيادة من (ز) وهي ثابتة في "الطبري".
(٨) كذا في "الطبري" و (ج) و (ك) و (ل) و (ن) وهو الصواب. ووقع في (ز) و (ع) و (ى): "عن أم هانئ" وهو خطأ ظاهر. ووقع في (هـ): "عن مرة الهمداني"!! وهو خطأ فاحش!