للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خبر مقدم، ونقول في {نَسْلَخُ} كما قلنا في قوله: {أَحْيَيْنَاهَا} أي أنَّه يجوز أن تكون صفة الليل على حد قول الشاعر:

ولقد أمر على اللئيم يسبني ... إلخ.

ويجوز أن تكون الجملة استئنافية لبيان هذه الآية، كيف كان الليل آية قال: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (٣٧)} "نسلخ" يقول المؤلف [نفصل] وسمى الله هذا الفصل سلخًا؛ لأنه يشبه سلخ الجلد من البهيمة {فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (٣٧)}، لأن النهار أمر وجودي يوجد بوجود الشمس، فهو وارد على الليل، فإذا غابت الشمس تبعها هذا الضوء كالجلد يسلخ من البهيمة، وأنت عندما تسلخ الجلد من البهيمة تجده يتراجع شيئًا فشيئًا، هكذا ضوء النهار بالنسبة لليل يسلخ الله سبحانه وتعالى النهار من الليل، كما يسلخ الجلد من البهيمة قال: {فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (٣٧)} أي داخلون في الظلام {فَإِذَا} فجائية تدل على أنَّه بمجرد هذا الانسلاخ يظلم الجو، وكما نشاهد أن الانسلاخ يأتي شيئًا فشيئًا، لكن إذا تكامل الانسلاخ وجدت الظلمة كاملة، وهذه من حكمة الله عَزَّ وَجَلَّ؛ لأنه لو ورد الظلام الدامس على الضوء الساطع لأخذ هذا بالأبصار، وبالأشجار، وبكثير من الأشياء، لكن كونه يأتي شيئًا فشيئًا، يتنزل الأمر من أعلى ما يكون من الإضاءة إلى الظلمة شيئًا فشيئًا.

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: هذه الآية العظيمة في الليل، حيث يسلخ الله تعالى منه النهار سلخًا، كما يسلخ الجلد من

<<  <   >  >>