للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: إثبات مشيئة الله عز وجل لقوله: {وَلَوْ نَشَاءُ} وقد سبق الكلام عن المشيئة وأنها مقرونة بالحكمة في فوائد الآية السابقة.

٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: كمال قدرة الله عز وجل.

٣ - ومن فوائدها أيضًا: أن الله سبحانه وتعالى لو شاء لأثبتهم في مكانهم بحيث لا يستطيعون الذهاب ولا الرجوع {فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (٦٧)}.

* * *

{وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (٦٨)}.

هذه الجملة شرطية، فعل الشرط قوله {نُعَمِّرْهُ} وجوابه: {نُنَكِّسْهُ} يقول الله عز وجل: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ} أي: نجعل عمره طويلًا، ولهذا قال المؤلف -رحمه الله-[بإطالة أجله {نُنَكِّسْهُ} وفي قراءة بالتشديد من التنكيس]، القراءة التي جعلها المؤلف أصلًا (نُنْكِسْهُ) من الإنكاس، والقراءة التي في المصحف {نُنَكِّسْهُ} من التنكيس، والإنكاس والتنكيس بمعنى الرد من حال كاملة إلى حال ناقصة، وقوله: {نُنَكِّسْهُ} أو {نُنَكِّسْهُ} {فِي الْخَلْقِ} يقول المؤلف في تفسيرها: [أي: خلقه، فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفًا وهرمًا]. فكلما طال العمر بالإنسان فإنه يرجع للوراء، ليس في القوة البدنية فحسب، بل في القوة العقلية، والقوة البدنية، والقوة الفكرية، فيضعف ويعود إلى أرذل العمر، كما قال الله عز وجل، {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ

<<  <   >  >>