للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دُونِهِ آلِهَةً} (إذا) هذا ظرف يدل على الحال، و (إذا) تدل على المستقبل و (إذ) ظرف تدل على الماضي، فهذه الثلاثة تقاسمت الزمن (إذًا) للحال و (إذا) للمستقبل و (إذ) للماضي وتأتي (إذ) لغير ذلك، كما تأتي للتعليل مثلًا.

{إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٤)} اللام هنا للتوكيد، الجملة مؤكدة بمؤكدين يعني إن اتخذت معه آلهة، أو عبدت غيره {إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٤)} قال المؤلف: أبين، والضلال هو أن يتيه الإنسان عن جادة الصواب، ثم إن كان عن علم كان طريقه طريق المغضوب عليهم، وإن كان عن جهل كان طريقه طريق الضالين، وقد ذكر الله تعالى في سورة الفاتحة فقال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)} والمغضوب عليهم هم الذين جانبوا الصواب عن علم، والضالون هم الذين جانبوه عن غير علم، والمهتدون الذين أنعم الله عليهم هم الذين عملوا بالصواب وعن علم، ووجه كون اتخاذ آلهة من دون الله ضلالًا مبينًا أنَّه حيدة عن الواجب شرعًا وعقلًا، فالواجب شرعًا أن لا تتخذ آلهة مع الله تعالى، كما جاءت به جميع الرسل، والواجب عقلًا أن لا تتخذ آلهة مع الله؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإنسان وفطره، وهو الذي بيده النفع والضر، فكيف تتخذ معه آلهة لم تخلق ولا تنفع ولا تضر {إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥)} أعلن - رحمه الله - أنَّه آمن بالله عَزَّ وَجَلَّ فقال: {إِنِّي آمَنْتُ} وهناك قال: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} إشارة إلى أنَّه ليس الله ربًّا

<<  <   >  >>