للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقبل توبته؟ على قولين:

القول الأول: إنه لا تقبل توبته، بل يقتل قتل المرتد فلا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن مع المسلمين، وفي الآخرة أمره إلى الله تعالى، إن كان الله تعالى علم منه صدق التوبة فإنه لا يعذبه، وإن كان الله تعالى علم منه كذبها فإنه يعذب في الآخرة، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -.

والقول الثاني: تصح توبة من استهزأ بالله تعالى أو رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن بالنسبة لمن استهزأ بالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقتل، وأما من سب الله تعالى أو استهزأ به فإنه لا يقتل، وهذا هو الصحيح أن الإنسان إذا سب الله تعالى أو رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو استهزأ بهما فإنه يكفر، فإن تاب قبلت توبته، لكنه يقتل إذا كان السب أو الاستهزاء بالرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يقتل إذا كان السب أو الاستهزاء بالله تعالى، والفرق بينهما: أن الاستهزاء بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وسبه حق شخصي، وأما الاستهزاء بالله تعالى وسبه فهو حق لله عَزَّ وَجَلَّ، وقد أخبرنا الله عَزَّ وَجَلَّ أنَّه يقبل التوبة من جميع الذنوب، وإذا قبل الله توبته ارتفع عنه مقتضاها وهو القتل، أما الساب للرسول عليه الصلاة والسلام فإننا لا نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام عفى عن حقه، لذا وجب علينا أن نأخذ به.

* * *

{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (٣١)} قال المؤلف - رحمه الله -: [أي: أهل مكة القائلون

<<  <   >  >>