للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمحاجة، وأن يأتي خصمه من الوجهة التي يقر بها حتى يقيم عليه الحجة؛ لأن المناظرة والمحاجة وسيلة لإحقاق الحق وإبطال الباطل.

٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: تمام قدرة الله سبحانه وتعالى بإنشاء هذه العظام لأول مرة؛ لأنه لا أحد يستطيع أن يخلق هذه العظام {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} (١) مع أن الذباب ليس فيه العظام القوية الصلبة، فإذا كانوا لا يقدرون على ذلك فهم على ما هو أعظم أعجز.

٥ - ومن فوائد الآية الكريمة: علم الله سبحانه وتعالى بكل خلق، وسبق لنا في التفسير هل الخلق هنا بمعنى المخلوق، أو بمعنى الفعل؟ وذكرنا أنه يحتمل الأمرين، لكن احتمال الفعل أكثر، يعني كل خلق فالله عليم به، ومن المعلوم أن العالم بالخلق عالم بالمخلوق كما قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (٢) إذًا يستفاد من ذلك عموم علم الله سبحانه وتعالى بكل خلق، أي: بكل صنع يصنعه مما نتصور، ومما لا نتصور، وبكل مخلوق؛ لأن العالم بالخلق عالم بالمخلوق.

* * *

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ


(١) سورة الحج، الآية: ٧٣.
(٢) سورة الملك، الآية: ١٤.

<<  <   >  >>