للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلاة والسلام أن يعامل الناس بمثل هذا الأسلوب بقوله: "نعم ويدخلك النار" فالأثر هذا يحتاج إلى نظر في سنده، وفي صحته.

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: أن المجادل بالباطل يأتي بالشبهات التي ينصر بها باطلة؛ لقوله: {مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨)} فإن هذه شبهة تلبس على العامة؛ لأنه لم يقل: (من يحيي العظام) فقط، بل قال: {وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨)} فكيف تحيا بعد أن رمّت؟ فأهل الباطل يأتون بالشبهات ليلبسوا على الناس.

٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذا الإنسان استهان بربه حيث ضرب له الأمثال للتعجيز، لقوله: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا} يعني قال: أنا أضرب لكم مثلًا بهذا الشيء الذي يعجز: {مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨)}.

٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن المعارض للحق قد يصرح بالإنكار بدون مراوغة لقوله: {مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ} وأحيانًا "يراوغ". فأيهما أهون؟

الذي يصرح ويبين أهون؛ لأن هذا يمكن أن يتقى شره، أما المراوغ فإنه في الواقع خطر، ولهذا كان خطر المنافقين على الإسلام أشد من خطر الكافرين الذين يصرحون بالعداوة؛ لأن المنافقين يغرون الناس ولا يمكن التحرز منهم.

* * *

{قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩)} يقول الله تعالى مبينًا قدرته على إحياء العظام وهي رميم: {قُلْ}

<<  <   >  >>